164المذكور إليها.
وقد أرسل محمد باشا والي مصر قدراً كافياً من الأخشاب والألواح والآلات بالسفينة عن طريق السويس إلىٰ جدّة. وقد تعرّضت السفينة التي كانت تحمل تلك المواد إلىٰ عاصفة هوجاء ممّا أدىٰ في النهاية إلىٰ غرقها في البحر، وقد وصلت أخبار غرقها إلىٰ مكّة المكرمة في يوم الجمعة (15 جمادى الأُولىٰ) ممّا تسبّب في حزن وكآبة الأهالي هناك.
وفي اليوم الثالث والعشرين من الشهر المذكور، بُدِئَ بتهديم جدران الكعبة المشرَّفة بعد أن أُحيط البيت الشريف بسور خشبي، وكان الغرض من ذلك هو منع الأهالي من النظر إلى العُمّال والمشتغلين في البيت الشريف، وهي الطريقة التي استخدمها عبداللّٰه ابن الزبير قبل ذلك حيث أحاط البيت الشريف بستار مانع عندما أراد تهديم الكعبة.
وبينما كان النجّارون مشغولين بإقامة السور حول الكعبة، كان رضوان آقا والشيخ من جهة ورئيس العمّال من جهة أُخرى يتباحثون في اختيار اليوم المناسب لتهديم البقعة المقدّسة. وبعد ساعات من المباحثات قرّر الطرفان أن يكون يوم الأحد يوم تهديم وتخريب البيت العظيم. وفعلاً بُوشر العمل بذلك يوم الأحد الرابع والعشرين من الشهر المذكور بحضور الأشراف الكرام والعلماء الأعلام وسائر الأهالي هناك. فأُحيطت جدران الحرم الشريف من الخارج بسور من الألواح الخشبية إلىٰ ارتفاع ستة أذرع، وفتحوا طريقاً يستطيع من خلالها أهل الطواف تقبيل واستلام الحجر الأسود، كما فعل ابن الزبير ذلك من قبل أيضاً. وكان الطّائفون يطوفون حول الكعبة خارج السور الثاني الُمحاط بها.
وقد وُضعت سقالة متينة وقوية في أطراف السور الأربعة.
وكان هدف رضوان آقا من بناء تلك السقالة تسهيل ذهاب ومجيء