165البنّائين، وسهولة تنقّل العمّال الذين كانوا ينقلون الطين والحجر. وبعد انقضاء ستة أو سبعة أيام علىٰ تلك الأعمال، استخرج ما تبقّىٰ من الحزام الحديدي الذي كان فوق جدار الحجر الأسود 1وذلك في غرّة جمادى الآخرة، ثمّ اجتمع في اليوم الثاني من الشهر المذكور الشريف علي بن بركات وسادة البلدة صباحاً في دائرة الحطيم الشريف، ولاحظوا مع رضوان آقا جدران بيت اللّٰه الحرام، التي لم تتهدّم بعد مع سقفه. وقد حضر هناك أيضاً معماريو الأبنية الشريفة ومهندسو البلاد عموماً. فعاين المهندسون والمعماريّون الأماكن المذكورة وفحصوها بدقّة وانتظام. فتوصّلوا إلىٰ أنَّ الجدران التي لم تتهدّم وسقف الدار الشريف قد أصابها التهرُّؤ والفساد فخاطبوا الحضور قائلين أنَّ أبنية هذه البقعة الشريفة قد تحرّكت وتزحزحت عن موضعها الأصلي، وها نحن نُخبركم بأنّ لا تتّهمونا بالتقصير والإهمال وإخفاء الحقيقة عنكم، وقد قلنا ذلك من قبل أمام فقهاء المذاهب الأربعة وقاضي أفندي وجميع الأشراف والأعيان في البلدة، وها نحن نكرّر ذلك مرّة أُخرىٰ أنّه لا يجوز تعمير جزء من بيت اللّٰه الحرام والاقتصار على ذلك؛ لأنّ جميع أركان وجدران البيت الشريف آئلة للتهدّم والسقوط في أيّ وقت؛ لذا فإنَّ تجديد كلّ أجزاء البيت العظيم واجب وحتميّ، وقدموا أدلتهم لإثبات ادّعاءاتهم أمام جميع المسلمين الحاضرين، وقد وافق الحضور على تلك التصريحات، وذلك لإسكات محمد علي بن علّان الذي كان ضمن العلماء الذين اعترضوا من قبل، ذلك انّ (ابن علّان) لم يُجز تهديم جدران البيت ما دامت لم تسقط بعد، واستطاع بهذه الفرية خداع مجموعة من الناس وحرّضهم على منع المهندسين والمشتغلين من تهديم الجدران، التي أصابها السيل وتهرّأت بسبب ذلك لمجرّد أنّها لم تسقط فعلاً. ممّا حدىٰ برضوان آقا إلى التردّد في المسألة واستفسر من فقهاء المذاهب الأربعة ممّن ملأت شهرتهم الآفاق، فأجاب أُولئك العلماء بفتواهم المشهورة