163اللّٰه الحرام في يوم الجمعة غُرّة جمادى الأُولى في الحرم الطاهر، وجمعوا الأحجار التي كانت موجودة في الحرم، فوُضِعَ قسم منها قرب الركن العراقي تجاه المقام الحنفي، وأقاموا عليها خيمة تحفظها. ثمّ جمع الخَدَمة ما تبقّىٰ من الحجر ووضعوه قرب المدرسة السليمانية، وأُحضِرَ الكثير من أساتذة النحت من خارج البلاد.
وكان المرحوم الشريف مسعود قد وضع قناديل الذهب والفضة الخاصّة ببيت اللّٰه الحرام قرب محلّة باسقلية. وقد أُخرجت تلك القناديل في اليوم المذكور وضُبطت الواحدة تلوَ الأُخرى وطُوبقت مع سِجلّ خاص بها ثمّ سُلّمت إلىٰ رضوان آقا. فكان من تلك القناديل ثماني عشرة مصنوعة من الذهب وإحدىٰ وثلاثون مصنوعة من الفضة فكان مجموع الكلّ إحدىٰ وخمسين قطعة.
ثمّ اجتمعت الهيئة المذكورة في يوم السبت (الثاني من جمادى الأُولىٰ) ووضعت الأحجار التي كانت في أطراف الركن العراقي تجاه المقام الحنفي، ثمّ رُفعت أحجار المرمر الخاصّة بالمطاف الشريف ووضعت في مكان ما قرب باب السدّة. هذا وبدأ الحجّارون بتسوية وترتيب الحجارة الساقطة من الكعبة الشريفة، وشرع النجّارون كذلك بقطع الأخشاب والألواح اللازمة.
ثمّ خلعت باب خزينة الشموع (وهى عبارة عن نصف سقاية عباس بن عبد المطلب) في الثالث من جمادىٰ الأُولى، وأُخرِجَ الحزام الذي كان قد أرسله السلطان أحمد خان، وأُحْضِرَ جمعٌ من الصاغة بحضور قاضي مكّة وشيخ الحرم وسائر الأعيان في البلاد، وفصلوا الذهب والفضة عن الحزام المذكور، فأخرجوا من صفائح الحديد لذلك الحزام عشرة آلاف درهم من الذهب ومئة وأربعة وعشرين درهماً من الفضة. إلّاأنَّ ذلك لا يشمل الذهب والفضة التي كانت موجودة في الجدار الذي يتوسّط الركن اليماني والحجر الأسود. فلو حُسِبَ الذهب والفضة الموجودة في حزام هذا الطرف كذلك لوجب إضافة ثلث المقدار