160هذا وقد وصل سيد محمد أفندي إلىٰ مكّة المكرّمة بعد فترة وجيزة والتقىٰ رضوان آقا وبحثا مسألة الأبنية المباركة للكعبة الشريفة بالتفصيل. وفي الوقت الذي كان يواصل محمد چاوش رحلته برّاً من ميناء ينبع إلىٰ مكّة المكرّمة، كان محمد بيك يقطع البحر باتّجاه ميناء جدّة فوصلها في الحادي والعشرين من ربيع الثاني، وسَلَّم الأشياء التي كانت بعهدته، كالآلات والألواح واللوازم الأُخرىٰ إلىٰ أحمد قباني أفندي كاتب المالية طبقاً للقائمة المثبّتة عنده لتلك المواد. ولمّا كان أحمد قباني أفندي يعلم أنّ الأبنية الشريفة بحاجة ماسّة إلىٰ تلك الألواح والمواد، فقد هيّأ قافلة خاصّة في تلك الليلة مباشرة، وبعث بها إلىٰ مكّة المكرّمة في الحال، فوصلت القافلة في صباح اليوم الثاني إلى البلدة الطيّبة (مكّة) . وما إن وصلت هذه القافلة مكّة توجّه رضوان آقا على التوّ وأحاط الكعبة الشريفة بتلك الألواح. ثمّ وصلت باقي المواد التي كانت في جدّة بعد ذلك بيوم واحد فوضعت في مخزن خاص وحُفظت هناك.
وهكذا سُتِرَتْ الكعبة عن أنظار عشّاقها في الثاني والعشرين من ربيع الثاني بواسطة تلك الألواح احتراماً وتعظيماً لها عن رؤيتها بتلك الحالة. ولمّا كان سيّد محمد أفندي ناظر العمليات حاملاً لأمر السلطان، كتب إلىٰ سيد عبد الكريم أفندي وكان أخاً للشريف مسعود، وإلىٰ جميع الأشراف والأعيان والقاضي وشيخ الإسلام في مكّة المكرّمة يدعوهم فيها إلى الاجتماع في داخل الحرم الشريف وذلك في اليوم السابع والعشرين من شهر ربيع الثاني وفي ساعة معيّنة.
وفعلاً تمّ الإجتماع داخل الحطيم الشريف، وقُرِئَ الأمر السلطاني الذي كان يخاطب الشريف (مسعود) شخصيّاً. ولمّا كان الشريف مسعود مريضاً راقداً في سريره، لم يستطع الحضور إلىٰ ذلك الاجتماع، فأُرسلت الخلعة السلطانية التي بعث بها السلطان إلىٰ دار المشار إليه، ثمّ أُلبِسَ رضوان آقا الخلعة التي أُرسلت