159مثل تلك الأمور، وقد تصدّىٰ من قبل لأعمال من هذه وأبرز فيها قدرته ومعرفته، ولكي لا نضيّع وقتاً ثميناً نصرفه في البحث والمداولة، فإنّنا لا نجد أنسب وأجدر منه للقيام بذلك.
فأرسلت العطية التي بعث بها السلطان إلىٰ رضوان آقا وباقي الأشياء اللازمة؛ لكي يستطيع المشار إليه إتمام جميع الأعمال الخاصّة بالأبنية المقدّسة الموكلة إليه. فنكون قد أدّينا واجبنا تجاه خزينة الدولة من حيث صرفها لتلك الأموال من جهة، وإلى الأماكن المقدّسة في الكعبة الشريفة من جهة أُخرى.
وهكذا صادق محمّد باشا والي مصر على مأمورية رضوان آقا، ثمّ كتب رسالة مُفصّلة إلى الشريف مسعود وبعث بها بواسطة مأمور خاص محمِّلاً إيّاه الفرقان والخلعة من قِبَل جناب السلطان إلى الشريف المذكور. وكان سيّد محمّد أفندي (في تلك الفترة في مصر) فأُرسل مع الوفد الذاهب إلىٰ مكّة المكرّمة حاملاً معه الآلات والأشياء التي كان رضوان آقا قد طلبها من قَبْل. فحُملت تلك المستلزمات إلىٰ جهة قناة السويس، وشُحنت داخل سفينة القبطان هناك وهو محمّد بيك (قبطان السويس) لتُسلَّم بعد ذلك إلىٰ رضوان آقا، وهكذا تحرّكت السفينة متّجهة إلىٰ جدّة.
وصل محمّد بيك إلىٰ ميناء يَنْبُع في اليوم التاسع عشر من شهر ربيع الثاني.
فنزل محمد چاوش من علىٰ متن السفينة ثمّ امتطىٰ جملاً وتوجّه إلىٰ مكّة المكرّمة قاطعاً الصحراء. فلمّا وصل بيّن تجديد مأمورية رضوانآقا قائلاً: مع أنَّ سيد محمد أفندي لا يزال في مصر الآن، إلّاأنّ جميع الأُمور الخاصّة بأبنية البيت المعظّم المباركة قد فُوّضت إلىٰ باشا والي مصر بصورة تامّة، وقد عُمِلَ اللازم ودوّنت الأوامر السلطانية المطلوبة؛ لكي يتمّ ذلك بالدقّة والعناية المطلوبتين.
وقد عيّن محمد باشا رضوان آقا وكيلاً عنه لأداء هذه المهمّة الشريفة نيابة عنه.