158وإرجاعها إلى حالتها السابقة، وأصدر أمراً آخر إلى محمّد باشا والي مصر لإرسال ما يستطيع إرساله من أموال الجزية المفروضة على الأقباط المصريين لتأمين احتياجات تلك العملية، وكذلك أمر والي مصر بتعيين شخص متديّن ليكون أمين الأبنية المباركة وإيفاده إلى هناك لمراقبة سير العمل في تلك الأماكن المقدّسة، فأوكل إلى سيّد محمد أفندي (المذكور آنفاً) هذا المنصب وأرسله إلى مكّة المكرّمة وأعلم الشريف مسعود بالأمر السلطاني. فشكلّ محمّد باشا والي مصر مجلساً لتعيين وانتخاب شخص لمنصب أمانة الأبنية والأماكن المقدّسة وذلك حسب الأمر الصادر له من السلطان العثماني، ودعىٰ جميع المسؤولين في الحكومة وأعيان البلاد وخطب فيهم قائلاً: لقد أطلعتُ الباب العالي على تهديم بيت اللّٰه الحرام وأرسلتُ كتاباً إلى البلاط السلطاني يضمّ كتاب الشريف مسعود حول ذلك، وأمر جلالة السلطان بتعيين سيّد محمّد أفندي أنقروي (قاضي المدينة المنوّرة) للإشراف على التعميرات المطلوبة، وأمرَ جلالته كذلك بتعيين شخص مُتديّن من مصر لأمانة الأبنية المذكورة، وأمر بتأمين مصاريف ذلك من خزينة مصر الشخصيّة. ويتضمّن الأمر السلطاني أيضاً إرسال خلعة إلى الشريف مسعود وأمر بتسليم البيرق السلطاني إلىٰ من يُعَيَّن بمنصب الأمانة المذكورة.
وتعلمون بأنّني قد أوفدت قبل هذا رضوان آقا، وقد أرسل رضوان آقا بدوره كتاباً ذكر فيه كلّ ما يحتاجه لتلك الأبنية، وقد عُين محمّد چاوش لمرافقة القافلة التي ستحمل هذه الأشياء إلى الحجاز، فإذا أرتأيتم أنَّ رضوان آقا يليق بهذه المهمّة فلنرسل محمّد چاوش إلىٰ هناك حاملاً تلك المستلزمات معه، وإلّا فاتفقوا علىٰ من ترضونه بديلاً لرضوان آقا لإتمام هذه المهمّة. وبعد أن تداول المجتمعون وتبادلوا الآراء حول ذلك وتشاوروا فيما بينهم، اتّفق الجميع علىٰ أنّ رضوان آقا هو الشخص المناسب واللائق لذلك لما عُرِف عن تديّنه واستقامته وأهليّته في