161إليه أمام الحضور، وأُلبِسَ سيد علي بن إفرع وباقي الخَدَمة هناك خلعاً كذلك حسب ما كان متعارفاً عليه في ذلك الوقت، وبدأ الحاضرون بالدعاء لرفعة الإسلام وشموخه. وأُهدِيَ إلىٰ رضوان آقا كذلك البيرق السلطاني نظراً لخدماته الجليلة. هذا ولأنّ رضوان آقا لم يشأ أن تُناط إليه أعمال غير تلك الأعمال المقدّسة التي خدم فيها الأماكن الشريفة، فقد طلب أن تُناط إليه مأمورية شيخ الحرم (في المدينة المنوّرة) لأنّه كان مولعاً كما ذكرنا بالأعمال الخاصّة بالأماكن المقدّسة. فقُبِلَ طلبه، ووكّلت إليه قصبة جدّة المعمورة ومنصب شيخ الحرم لدار الهجرة. ولما أنهىٰ رضوان آقا مأموريّته علىٰ أحسن وجه رجع إلىٰ اسطنبول، ثمّ وُكِّلَ إليه منصب بيكلر بيكي كري كذلك لكنّه لم يقبل ذلك المنصب.
وقد ورد في الرسالة التي بعث بها محمد باشا والي مصر إلى الشريف مسعود: أن الوالي يحثّ الشريف مسعود لبذل كلّ الجهود والمساعي من أجل إتمام عملية البناء والتعمير المذكورتين وأن يستعين بمن شاء لإنهاء ذلك. فَسُرَّ الشريف مسعود بذلك كثيراً، وبعث يشكر الوالي المصري على ايكال تلك المهمّة إليه، وأهدى خلعاً إلىٰ رضوان آقا والوفد المُرافق له. ثمّ انتقل بعد ذلك الشريف مسعود إلى الملكوت الأعلىٰ في السابع والعشرين من ربيع الثاني تاركاً منصبه شاغراً. وقد أدّىٰ رحيل الشريف مسعود إلىٰ إحداث ضجّة بين الأهالي. ممّا حدىٰ برضوان آقا إلىٰ استخدام كلّ طاقاته وملكاته الرفيعة والعمل علىٰ نشر الهدوء والأمن في تلك المنطقة، ثمّ أعلن أنَّ كلّ من يسعىٰ إلىٰ نشر الفوضى والإخلال بالأمن هو مهدور الدم. وقد قرأ المنادون هذا الاعلان في الأزقّة والأسواق والمحلّات على الناس. وأمّا الشريف مسعود فبعد تجهيزه وتكفينه والصلاة علىٰ جنازته في الحرم الشريف أُقيمت له مراسيم التشييع ثمّ دُفن في