156الأحجار من خارج البلاد.
السبب الثاني: مع انّه يمكن بناء حائط يسند الحائط الذي لم يتهدّم بعد وإلصاقهما بعضهما ببعض، إلّاأنّه وبمرور الوقت سيتهدّم الحائط القديم إضافةً إلى وجود جدران قديمة أُخرىٰ آئلة للسقوط، والتي يتوجّب تهديمها ثمّ بناؤها من جديد وهو ما تفرضه قواعد الفن المعماري.
وأمّا الجواب عن تلك الادّعاءات:
الجواب الأوّل: لا يجوز الإتيان بأحجار من الخارج وإصلاح الأحجار المتكسّرة، ويجب استخدام الأحجار الموجودة كما هي، أي انّه يجب تعمير وبناء الحيطان الخاصّة بالأبنية المباركة بالأحجار القديمة الأصليّة لتلك الأبنية.
الجواب الثاني: أنّ تهديم الحيطان التي لم تتهدّم يعدّ عملاً سهلاً، لكنّ الصعوبة تكمن في أنّ أحجار هذه الحيطان لا يجوز إخراجها عن موضعها بل يجب إبقاؤها وبناء الكعبة الشريفة بها ممّا يشكّل عائقاً في البناء.
ولا يظن أنَّ المعترضين كانوا يطالبون بما قلناه فقط، بل انّهم إضافة إلىٰ ذلك أرادوا أن يتدخلّ البلاط العثماني في تلك العملية حيث إنَّ واقعة تهدّم بيت اللّٰه الحرام أمرٌ يتعلّق بالبلاط المذكور، لذا فلا يجوز بدأ العمل بالتعمير والبناء، بل والبت فيه قبل صدور أمر عثماني بذلك، وحتّىٰ إن كان الأمر يتعلّق بتنظيف الحرم الشريف واكساء الكعبة المشرَّفة بردائها الخاص. إضافة إلى ذلك فإنّهم لم يجيزوا تهديم الحائط الواقع بين الركن اليماني والحجر الأسود بأيّ شكل من الأشكال، بينما كانوا يجيزون الجلوس داخل الكعبة، وتدريس كتاب البخاري في عقر تلك الدار المقدّسة ويحلّلونه على الاطلاق. إلّاأنَّ جميع تلك الادّعاءات وكما رأينا كانت واهية ولا أساس لها من الصحّة، ذلك انّ عدم جلب الأحجار من الخارج