154مكّة المكرّمة في قافلتين. وقد وضعت الأشياء التي أُرسلت في القافلة الأُولىٰ في البيوت التي تعرف بمضارب عبد الرحمٰن بن عقيق وحُفظت هناك. وأمّا رضوان آقا فكان قد أصلح ورمَّم الطرق المائية التي كانت تمرّ بوادي خليص، والتي كانت قد تعرّضت للخراب من جرّاء السيل، وذلك قبل وصول القافلة، ولهذا فقد انقطعت المياه عن تلك المناطق تماماً. وقد أصلح رضوان آقا المجرى المذكور وعمّره، وبقي أيّاماً في الوادي المُشار إليه وبيّنَ لعلي بن شمس الدين مهندس مكّة المكرّمة كلّ الأماكن الخربة التي يتوجّب إصلاحها وتعميرها. فجرت المياه في العين المذكورة فى التاسع من ربيع الثاني وأُقتيدت تلك المياه إلى مكّة المشرَّفة، وعاد بعد ذلك إلى مكّة. وكان قد عيّن رجالاً لتحضير الحطب والفحم والجص وكلّ المستلزمات الأُخرى التي يحتاجها بناء وتعمير الأماكن الشريفة، وأعطىٰ كلاًّ منهم ما يكفيه من الأجر إزاء ذلك، ثمّ جمع الأحجار التي كانت قد سقطت من تلك الأبنية، وتمَّ وضعها في أماكنها المناسبة وأُصلحت وعُمّرت على أكمل وجه وأُعطي النجّارون والبنّاؤون الأوامر والتعليمات اللازمة حول ذلك. ولمّا كان قد شاع بين الأهالي أنّ الاحجار الخاصّة بالأبنية ستوضع في أماكنها المناسبة، تردَّدت أقوال بين الأهالي وكلٌّ عبّر عن ذلك بما ارتآه، فاعترض بعض العلماء ممّن لم يجيزوا ذلك على هذا العمل وقدّموا احتجاجهم إلىٰ رضوان آقا. وكان من بين العلماء المعترضين، محمّد علي بن علان مُفتي الشافعية، إذ قال: إنّه ما لم يصل نائب أو وكيل معيّن من قِبل السلطان لا يمكن الشروع في تلك الأعمال، وعلى الجميع أن ينتظروا أمر السلطان في كلّ الأحوال، وقد كتب العالم المذكور فتوىٰ بذلك مصرّحاً برأيه.
فدعىٰ رضوان آقا فقهاء المذاهب الأربعة للاجتماع في الحرم الشريف، وأخبرهم أنّ البعض قد اعترض على أعمال التعمير في بيت اللّٰه الحرام، وطلب