65تساؤلات تتوالد ويتوارد طيفها. . .
وقبل التلامس مع الإجابة يحسن بنا أن نذكر الخلاصات التي انتهت إليها الآيات الخمسة السابقة.
فالآية الأولىٰ: قررت تطهير البيت، والثانية ، قررت إشباع المكان بالحركة والانتظار، والثالثة: قررت الأمن كذاكرة جمعية والرابعة اقصت كلّ منابع الصراع على الصعيد النظري فضلاً عن الصعيد المادي، فأقرت أن الأمن ينسحب على النفس فيمتّعها بالسرور، ثم قررت الآية الخامسة أن آل إبراهيم ومن ثم المجتمع وبقدر ارتباطهم بالبيت هم محل الرزق والثمرات والإلفة والمحبة.
هذا التطوير في تكامل الحرمة البشرية كان قد بدأ ولا زال. . . وأنه مع الزمن لم ينته إلى النتائج المطلوبة بشكل كامل. . . مما يجعل قسماً من النظرية في صيغة فرض أو فرضية مجردة تلّح علىٰ برهانها. . .
أين نعثر على البرهان ليتحول باقي النظرية الافتراضي إلىٰ تجربة عملية تامة وأن تكاملها يعكس اجتماعية العقيدة وعالميتها؟ التساؤلات السابقة يعضّدنا علىٰ معالجة واستنباط الحلول لها نفس مكان الحج، وفي واحد هو من أهم مناسك الحج. . كما أن الآية التي تضمنت الإشارة إلى الطائفين والعاكفين يتَجلىٰ لنا ختامها وهو يقفل علىٰ بيان المطلع فيها في مقطع (الركع السجود) .
لما كانت حركة الحجاج في البيت ومن حوله من طواف وأشواط وهرولة وذهاب وإياب. ولما كان الطوّافون في حركة دائرية، وباتجاه لا يحيد ولا تنفصل فيه أداء اليد اليمنىٰ عن أداء اليسرىٰ.
ولما كانت حركة السعي والأشواط بين الصفا والمروة هي التي تفصل بين الطوافين، وهي حركة أفقيه مستقيمة. . لما توضّح كلّ هذا؛ فإننا نحصل علىٰ نوعين رئيسيين من أنماط الحركة، ويشكلان أساساً لباقي الأنماط وهما: الحركة