64وجوهر النعم والأرزاق، فيما تنفرد مفردة يشكرون بأقصىٰ صيغة إيقاع للحمد والثناء والاعتراف.
اللباب الثلاثة وماتستتليه من جذبات على المكان تحدّدلنا ذات الجهة التي يعتاد أن تكون فيها معاً. . إذاً، إنها حركة نحوها معاً. . وعبرها تترشح رسالة البحث عن الأمن الحقيقي، فليس هذا الأخير خلوداً إلى اللذة والراحة والاستلقاء، الأمن الحقيقي في بيت اللّٰه، وهو تجربة ومعركة تبدأ من الفرد، الذات، ولها آثار تكوينية وتشريعية تصل إلىٰ خارج البيت فضلاً عن داخله وحتىٰ أهل إبراهيم عليه السلام وعلىٰ جنبات وادٍ غير ذي زرع تلك المعطيات التي تكفلت الآية بإبرازها. إنها تصفية للذات في كهوف الذات والذات الأخرىٰ في أروقة النفس الإنسانية وغوامضها، وهي بدورها نقلة مكانية مثيرة تشكل خطّ النهاية في صيرورة المكان الإبراهيمي.
في الذات. وأين يقع هذا الذات؟ في أي زاوية من المكان تتناسل نوية الذات. . إنها مواجهة حساسة فعلاً تقتضي متتاليات هندسية علىٰ خط المكان، بعدما نزع الإنسان الحاج كلّ ما عليه من مقاسات يمكن أن تُستنفذ زواياها. لقد علمناأن بؤرة المكان التي توجهت نحوها «أنصاف الأقطار» من «كلّ فج عميق» هي الكعبة. فأين المكان الذي تلوذ فيه الذات وتتعرىٰ علىٰ حقيقتها؟ . من الطبيعي أن نفس الذات لا تظفر بالتشخيص السليم، فلا بد من ذات أخرىٰ تألف المسلك الشائك، ووجهاً لوجه يتصالب الحاج مع أخيه في أقرب نقطه مكانية وزمانية وهو يتقن الطواف والسعي والركعات ورمي الجمرات وغيرها. فما معنىٰ « طهرّا بيتي للطائفين والعاكفين. .» ؟ هل في إقصاء رموز الوثنية والجاهلية؟ هل في إبعاد اليهود والنصارىٰ والمشركين؟ وما معنىٰ (والركع السجود) ؟ أو ليس الطائفون العاكفون مصلين؟ وهل توجد صلاة ومصلٍ بدون ركوع وسجود؟