45المرأة في بيتها معادلاً موضوعياً لصلاتها في المسجد.
في أداء مناسك الحج نرى للأشياء وضوحاً كبيراً ومشاركة متكافئة محتشدة لعناصر الزمان والمكان معاً، فهما ليسا عنصرين تكوينيين يراد منهما ضبط الواجب والوجوب فحسب، وإنما هناك دلالات جمالية مؤثرة تترك لمساتها علىٰ ذاكرة المسلم وحياته ومراجعاته مع ذاته والآخر والأشياء. . .
إنهما في «الميقات» يتجليان بقوة وينسكبان في مثال الكائنات الحيّة القابلة للأنسنة ويستعرضان كلّ قابليتهما ويتحدان مع محورية الإنسان الحاج بحيث لا يمكن أن نسجل تقدماً للزمان أثناء الأداء على المكان في تسمية ووصف الميقات، وكذلك لا يصحُّ العكس لحظة الأداء، ومع لحاظ كيفية ووجوب الإحرام والتلبية فإن المشهد العام يتقدم أكثر في استدعاء حالة التجرّد. . إنه تجرّد من أجل وحدة الأشياء والطبيعة مع الحاج ومن ثم الإنسان الآخر وليس ضدهما.
فهو أيالتجرّد - يستبطنقوة الزمن الحي والمكان الحي وأن هناك حيوية وعضوية كامنة شبه معطلّة تبحث عن محفز أقوىٰ يدعوهما إلى التمظهر عن طريق المشاركةالواعية المخططة. إن حدوث مشاركة كهذه توفرللحاج مساحات أكبر للانتماء في المطلق، فيما تعرب الكائنات عن طاقة وأشكال أمثل وأثرى للتسخير الألهي والطبيعي، وعبر التعاطي المتبادل والمتواصل يستبصر الإنسان الانحياز الكلي نحو وجه اللّٰه، والتغلغل نحو معرفة الطاعة والطواعية؛ لتتكامل من ثم صورة التكامل الإنساني، وتتكافل معالم التشريع مع أسس التكوين.
فعند عبور صراط الميقات يكون قد حررّ الحاج في تأملاته اللقاء بين الزمان والمكان، وتتصل هذ الصورة والحرية بينهما عند الوقوف علىٰ عرفات مثلاً، فالوقوف هناك يشير في الحس الجماعي إشارات إحياء الذاكرة الجمعية، وكسب المسيرة البشرية التاريخية التي شرعت من آدم وحواء عليهما السلام في وحدة