44
البيتَ الحرامَ قياماً للناس» 1.
الشكل الثاني: انسجام وحدة الزمان في الحج، وهو الركن الجمالي الثاني لأداء المناسك ويكون أداؤها في زمن واحد معين « والشهرَ الحرامَ والهديَ والقلائدَ» 2وقوله: « الحجُّ أشهر معلومات. . .» 3.
ولوحدة الزمان في الحج بعدان، عام: إذ يكون واجباً مرة واحدة في العمر على المستطيع، والآخر: أن تقع المناسك جميعها في وحدة زمنية محددة ويكون أداء جزء المناسك في جزء الزمن المحدد، وإذا ما حدث اختراق ما لزمن بعض المناسك فإن الإتيان به يقع في ضيق دائرة الزمن المحدد قضاءً.
ونحن نقتصر علىٰ إبراز الدلالات الجمالية في الانسجام المكاني فقط؛ وذلك في رسم صور ثلاثة للجمالية المكانية في أداء مناسك الحج.
الحج ووحدة الزمان والمكان:
الشرط الزماني والمكاني في منظومة أداء مناسك الحج لا بدَّ من أن يقترنا تدريجياً وعلىٰ دفعات، حتىٰ يصارا إلىٰ وحدة في قالب أو بُعدٍ معين ثابت، والبعد هذا يسمىٰ «الميقات» . كثير من العبادات تكون مطبوعة غالباً بأحد بعدي الزمان أو المكان كفريضة الصوم في الشهر المحدّد، أو صلاة الجماعة في المسجد في زمن حضور الإمام المعصوم عليه السلام أو غيرها من العبادات. . . حين نرىٰ أن عنصري الزمان والمكان أحد الألوان البارزة في وصف العبادة. . . إن لم يكن أحدهما شرطاً في صحة العبادة.
غير أننا لا نجد لهذا (الزمان والمكان) إلّاشيئين من مجموعة أشياء يدخلان في تصميم شكل الصيام أو الصلاة مثلاً، ويمكن عدم الالتزام بهما، ويصح التعويض عنهما وعن زمنهما بالصلاة قضاء أو الكفارة، بل نرىٰ مثلاً أن صلاة