230الغرور، ورغبة المرء في أن يكتسب في وسطه بعض الوزن والوقار المتعلقين بلقب «الحاج» ، رغم أن هذا اللقب بين المسلمين في روسيا الداخلية لأبعد من أن يحظى الآن بذلك الاحترام، الذي كان يحظى به منذ 40 -50 سنة، حين كانت الطريق صعبة جداً، وحين كان السفر يتطلب مالايقل عن سنتين، وحين كان لايقدم على الحج غير عدد قليل جداً ممن يحدوهم شعور ديني عميق ويملكون ما يكفي من الأموال، وهذان العاملان نادراً ما يجتمعان عند مسلمينا.
ومع تطور البواخر والسكك الحديدية أصبح من الممكن القيام بالسفرة كلها في غضون شهرين أو ثلاثة، وبنفقات غير كبيرة، فتكاثر الحجاج كثيراً جداً، وبينهم لايندر أن يتواجد أفراد لايتمتعون بسمعة طيبة» .
الطائف:
يذكر دولتشين بعد وصفه لمكة مدينة الطائف بأنها ذات مناخ معتدل وانها خالية من رياح السموم، وأن الماء الجاري كثير فيها، اُنظر إليه متحدثاً: «إن القيظ الذي لايطاق صيفاً في مكة يجبر سكانها على الذهاب إلى المدينة - مدينة الطائف - الواقعة تقريباً إلى الشرق من مكة.
تختلف مدينة الطائف وضواحيها - بفضل موقعها العالي (على ارتفاع 5150 قدماً فوق سطح البحر) - اختلافاً شديداً عن سائر أنحاء الحجاز، وتتميز بمناخ أكثر اعتدالاً، وبغياب رياح السموم، وبوفرة الماء الجاري، وبهطول الأمطار احياناً كثيرة نسبياً؛ ولذا تتواجد تبعاً للظروف المذكورة أعلاه، نباتات مغايرة تماماً؛ فهنا الكروم وبساتين الموز والبرتقال والدراق والمشمش والرمان وغير ذلك، والطائف تزود مكة بخضروات لاتنبت في أنحاء الحجاز الأخرى.
تقع الطائف في محلة مكشوفة، على السفح الشرقي من جبل القرى، وتحيط