229لماء زمزم طعم مرّ نوعاً ما؛ وهو يؤثر في أناس كثيرين، كمسهّل خفيف وهو ساخن جداً عند استخراجه من البئر» .
ثم يعرج دولتشين في أثناء حديثه عن البيت الحرام إلى وصف الصفا والمروة، والأصل التاريخي لهما بقوله في ذلك: «من الجانب الشرقي من الحرم يمتد شارع المسعى، ويصل بطرفه الشمالي الى جبل المَروة وبطرفه الجنوبي الى جبل الصفا، وينتهي عند الجبلين ببضع درجات واسعة في اعلاها ساحة صغيرة، بين هذين الجبلين فتشت هاجر - زوج ابراهيم الخليل عليه السلام، وقد أضناها العطش - عن الماء راكضة من جبل الصفا الى جبل المروة ذهاباً وإياباً.
وفي المساء ينيرون الحرم وبعض أمكنة المسعى بعدد هائل من المصابيح؛ وهذه عبارة عن أنصاف كرات زجاجية معلقة في سلسلة، وفي قاعها يسكبون الزيت ويضعون عوامات فيها فتيل» .
سرّ الحج:
في هذه الفقرة يحاول دولتشين أن يطرح بيننا فلسفةً للحج نابعة من ملاحظاته وتتبعه لسلوك الحجيج فيقول - بكلامنا: أن من الأسباب الأساسية للحج كون الحج فريضة إسلامية، والخلاص من الذنوب، واكتساب لفظة الحاج - كما يقول في فلسفته، التي لا نتفق معه فيها كلية - اُنظر إليه وهو يتحدث عن نظرته هذه بقوله: «الاسباب الرئيسية التي تحمل على الحج كانت أساساً، بقدر ما استطيع أن اكوّن فكرة عنها، الرغبة في اداء فريضة من فرائض الدين الالزامية الرئيسية، والايمان في الخلاص من الخطايا - الأمر الذي يشكل بنظر المتدينين، ولا سيما في سنوات الشيخوخة، سبباً هاماً جداً يجبر على القيام بهذه السفرة الصعبة، والمحفوفة بالمخاطر، ومن جهة أخرى، يعود بلا ريب بعض الدور إلى