18فقط هو الذي يشتكي من البعض ويشهد لصالح البعض الآخر؛ والحجر الأسود أيضاً له هذه الخاصيّة، وإن كان قد جاء في نهج البلاغة: من أن الكعبة تضم أحجاراً لا نفع لها ولا ضرر 1.
فإن هذه المقولة تعني أحجار الكعبة نفسها دون الحجر الأسود؛ لأن هذا الحجر يمتلك خصائص أخرىٰ أيضاً طبقاً لماورد عنالمحدث القمي قدس سره.
نظرية العلامة الطباطبائي قدس سره حول «أمن الحرم»
يقول العلامة: المراد من الأمن المذكور في الآية: « ومن دخله كان آمناً» . هو الأمن التشريعي دون التكويني؛ لأنه حدثت في تاريخ الكعبة الكثير من الحروب، والمذابح والاضطرابات. ولهذا السبب لا يمكن للآية أن تدل على الأمن التكويني، ولئن كان هناك وجود للآمن، فإنما يكون مراعاة قوانين الشريعة من قبل الناس، لا بسبب الأمن التكويني.
نقد هذه النظرية
لا يمكن قبول هذه النظرية. لأن القرآن يقول في سورة قريش: « الذي أَطعمهم من جُوعٍ وآمنهم من خوف» 2، فهذه الآية تريد الأمن التكويني، لأن أهل مكة كانوا يعانون من الجوع، ولكنهم نجوا بلطف اللّٰه من الجوع والفقر الاقتصادي، مع أن منطقة مكة، ليست محلاً مناسباً للزراعة وتربية الحيوانات وممارسة الصناعة، إلّا أنّهُ توجد فيها الكثير من النعم.
ومن الممكن طبعاً أن يرفع اللّٰه - سبحانهُ وتعالىٰ - حكم هذه الآية (أي الأمن) في مقطعٍ زمنيٍ محدد، إلّاأن أصل الأمن يبقىٰ تكوينياً.
والنتيجة التي نخلص لها. هي أن خليل الرحمن عليه السلام وإن كان قد دعا بدعائه، ومن ثم قال اللّٰه سبحانه وتعالىٰ: « أولَم يروا أَنّا جعلنا حرماً آمناً» 3، ولكن ذلك لا يعني أن باستطاعة كلّ فرد أن يفعل ما يشاء في ذلك المكان بشكل مطلق؛ لأنه تعالىٰ