177وتخلف نفقاتهم، ويجعل لهم في الآخرة بكلّ درهم ألفاً من الحسنات، ثم قال: يا أيها الناس ألا أبشركم؟ قالوا: بلىٰ يا رسول اللّٰه، قال: إنه إذا كانت هذه العشيّة باهىٰ اللّٰه بأهل هذا الموقف الملائكة، فيقول:
[ يا ملائكتي ] اُنظروا الىٰ عبيدي وإمائي أتوني من أطراف الأرض، شعثاً غبراً، هل تعلمون ما يسألون؟ فيقولون: ربّنا يسألونك المغفرة، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فانصرفوا من موقفكم مغفوراً لكم [ ما سلف ] » 1.
عن علي عليه السلام قال: «قيل: يا رسول اللّٰه أيّ اهل عرفات أعظم جرماً؟ قال:
الذي ينصرف من عرفات وهو يظنّ أنه لم يغفر له» 2.
وقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: «من الذنوب ذنوب لا تغفر إلّابعرفات» 3.
عن الحسين بن علي عليه السلام قال: «جاء رجلٌ من اليهود الى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا محمّد - الىٰ أن قال - إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها اللّٰه تعالىٰ موسىٰ في البقعة المباركة حيث ناجاه - إلىٰ أن قال - يا محمد فاخبرني عن التاسع، لأي شيء أمر اللّٰه الوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: لأن بعد العصر ساعة عصىٰ آدم عليه السلام ربّه، فافترض اللّٰه على أمتي الوقوف والتضرّع والدعاء في أحبّ المواضع إلى اللّٰه، وهو موضع عرفات، وتكفّل بالإجابة، والساعة التي ينصرف هي الساعة التي تلقىٰ آدم من ربّه كلمات، فتاب عليه إنه هو التوّاب الرّحيم، قال:
صدقت يا محمّد، فما ثواب من قام بها ودعا وتضرّع إليه؟
فقال النبي صلى الله عليه و آله: والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إن للّٰهتبارك وتعالىٰ في السماء سبعة أبوابٍ؛ باب التوبة، وباب الرحمة، وباب التفضل، وباب الإحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو، لا يجتمع [ بعرفات ] أحد إلّاتساهل من هذه الأبواب، وأخذ من اللّٰه هذه الخصال، فإن للّٰهتبارك وتعالىٰ مائة ألف ملك، مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك، وللّٰه مائة رحمة ينزلها على أهل عرفات،