97
الشاعر والقصيدة:
وأبو فراس همام بن غالب بن صعصعة من دارم ثم من تميم، لقب بالفرزدق لغلظ وجهه وشبهه بالرغيف 1.
ولد في الكاظمة (وهي اليوم تقع شرق مدينة الكويت) . ولد نحو سنة 20 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب، ونشأ هناك نشأة بدوية.
نشأ الفرزدق علىٰ حبّ آل البيت وعلى الاعتقاد بحقهم في الخلافة، ولكنه كان أحياناً يتظاهر بغير ما يتعقد، يقول المقرم في تشيعه «وهو الشيعي الصميم المتفاني في ولاء آل الرسول صلى الله عليه و آله و سلم» 2.
وبعد استشهاد الإمام الحسين بن علي عليه السلام ومقتل عبد اللّٰه بن الزبير سنة 73 هجرية - كان العلويون قد خسروا جاههم السياسي وخسروا معه أموالهم التي كانوا يجيزون فيها الشعراء - انضم الفرزدق إلى الأمويين تكسباً لا اعتقاداً 3. توفي الفرزدق سنة 110 هجرية حسب ما ذكر أحمد حسن الزيات 4.
والفرزدق، بعد ذلك، شاعر مشهور، مقتدر، ألفاظه جزلة كثيرة الغريب، له ديوان مطبوع في جزأين. نشر أكثر من مرّة.
«عدّه ابن سلام في الطبقة الأولىٰ من الإسلاميين. وقدمه في الذكر علىٰ جرير والأخطل. وقال: «كان يونس يُقدّم الفرزدق بغير إفراط، وكان المفضّل يقدّمه تقدمة شديدة» وقال جرير: «الفرزدق نَبعة الشعر» وقال أبو عبيدة: «كان الفرزدق يشبّه من شعراء الجاهلية بزهير» وقال أيضاً: «لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب» وقال أبو الفرج الأصفهاني: «والفرزدق مقدّم على الشعراء الإسلاميين هو وجرير والأخطل، ومحله في الشعر أكبر من أن ينبّه عليه بقول، أو يدلّ علىٰ مكانه بوصف. أما من كان يميل إلىٰ جزالة الشعر وفخامته