207مرشد الفُنويان، حليف حمزة بن عبد المطلب، وأنَسةُ، وبكشة، موليا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ كلثوم بن الهدم أخي بني عمرو بن عوف بقباء، ويقال: بل نزل حمزة بن عبد المطلب علىٰ أسعد بن زرارة أخي بني النجار، كل ذلك، يقال» 1.
شخصية حمزة العسكرية:
يعود سبب شجاعته إلىٰ عاملين رئيسيين، أولهما صفاته البدنية اللآئقة، والثاني الصفات المعنوية العالية التي كانت تتوفر في جوهر شخصيته. . . فعن العامل الأول ورد في طبقات ابن سعد عن صفاته البدنية: بأنه. . . «كان رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير» 2. وتعتبر هذه الصفة البدنية من الصفات التي يمتاز بها أكثر رجال العرب والعسكريون الشجعان المقاتلون الأشداء.
وأما بالنسبة للصفات المعنوية وهي العامل الثاني، فقد كان حمزة بن عبد المطلب قوياً جلداً في الحروب، لا يعرف التراجع. واثق في نفسه أثناء القتال، وعرف عنه في الحروب أنه ذلك المجاهد الصبور وكان يقاتل بسيفين كما فعل ذلك في معركة أحد وبشهادة الصحابة عنه. فقد ورد في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي قال: عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن سعد بن أبي وقاص: «كان حمزة يقاتل يوم أحد بسيفين ويقول: أنا اسد اللّٰه» (رواه يونس بن بكير عن ابن عون عن عمير مسترسلاً) 3. وخلاصة القول كانت شخصية حمزة العسكرية متكاملة ومبنية علىٰ الثقة بالنفس والإقدام في تنفيذ الواجب بإتقان تام، وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء.
مشاركة حمزة في الغزوات الأولىٰ:
كان حمزة عسكرياً فذاً وجندياً ماهراً في القتال، يحارب ويجاهد تحت