206عند النجاشي منزلة، وكان يرسل إلىٰ جعفر فيسأله عما يريد. . . الخ» 1. . «وأقام المسلمون بأرض الحبشة، حتىٰ ولد لهم أولاد، وجميع أولاد جعفر ولدوا بأرض الحبشة، ولم يزالوا بها بأمن وسلام، واسم النجاشي» 2.
وقد بقي حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه في مكّة ملازماً للرسول صلى الله عليه و آله و سلم يتحمل القسط الأكبر من العذاب والقسوة التي وجهتها قريش للرسول صلى الله عليه و آله و سلم ولم يهاجر إلى الحبشة، وكان سلاحه الإيمان باللّٰه والصبر والثبات.
حمزة والهجرة إلى المدينة:
بعدما نال المسلمون أنواع العذاب والمقاومة وصنوف الضغوط المليئة بالقسوة والعنف والإحجاف والعناد من المشركين، أمر الرسول صلى الله عليه و آله و سلم المسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة، وكان حمزة ممن استجاب لأمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم، وهاجر إلى المدينة تاركاً مسقط رأسه مكة، ما دامت المسألة تتعلق بالمبدإ والعقيدة.
وقد اختلفت الرويات التاريخية في منزل حمزة بن عبد المطلب في المدينة بعد هجرته من مكة، فبعض الرويات تقول إنه نزل علىٰ كلثوم بن الهدم والأخرىٰ تقول علىٰ سعد بن خثيمة، وغيرها تقول علىٰ غير هؤلاء المذكورين.
وقد ورد حول هنا الموضوع في الطبقات الكبرىٰ لابن سعد قال «أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عمران بن مناح، قال: لما هاجر حمزة بن عبد المطلب إلى المدينة نزل علىٰ كلثوم بن الهدم، قال محمد بن صالح:
وقال عاصم بن عمر بن قتادة: نزل علىٰ سعد بن خثيمة» 3.
وورد عن الموضوع نفسه في السيرة النبوية لابن هشام عن ابن إسحاق قال: «قال ابن إسحاق: ونزل حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأبو مرشد كناز بن حِصن. قال ابن هشام: ويقال: هو ابن حُصين. قال ابن إسحاق: وابنه