177وطاف حولها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم والمسلمون؟ ! .
أما القمي في تفسيره فقد قال هنا: إن قريشاً كانت قد وضعت أصنامها بين الصفا والمروة، وكانوا يتمسّحون بها إذا سعوا. فلما كان من أمر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم ما كان في الحديبية وصدوه عن البيت، شرطوا له أن يخلّوا له البيت في عام قابل حتى يقضي عمرته ثلاثة أيام ثم يخرج عنها. فلما كان عمرة القضاء في سنة سبع من الهجرة دخل مكة وقال لقريش: ارفعوا أصنامكم من بين الصفا والمروة حتى أسعى. فرفعوها، فسعىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بين الصفا والمروة وقد رُفعت الأصنام 1.
هذا وقد مرّ أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم أرسل اليهم أن يدخل الكعبة فأبوا وقالوا:
لم يكن في شرطك. وهذا هو المنسجم مع أخلاق مشركي قريش، فكيف بما هو فوقه من رفع الأصنام بلا شرط سابق؟ !
وتمام كلام القمي: فلما فرغ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم من الطواف ردّت قريش الأصنام بين الصفا والمروة. . وبقي رجل من المسلمين من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم لم يَطُفْ. . فجاء الرجل الذي لم يَسْعَ الى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فقال: قد ردّت قريش الأصنام بين الصفا والمروة ولم أسع؟ ! فأنزل اللّٰه عزّ وجل: « إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جُناح عليه أن يطّوّف بهما . . .» 2.
وفي «فروع الكافي» و «تفسير العياشي» عن الصادق عليه السلام قال: إن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم كان (من) شرطه عليهم: أن يرفعوا الأصنام. . فتشاغل رجل من أصحابه حتى أُعيدت الأصنام، فجاؤوا الى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فسألوه: إن فلاناً لم يَطُف، وقد أُعيدت الأصنام؟ فأنزل اللّٰه: « إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جُناح عليه أن يطّوّف بهما. . .» قال: أي والأصنام عليها 3.