178ولعلّ هذا الخبر ومثله هو الذي أشار اليه الشيخ الطوسي في «التبيان» وخصّ الأصنام فقال: هذا جواب لمن توهّم أن في السعي بهما جَناحاً، لصنمين كانا عليهما: إساف ونائلة. . روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد اللّٰه عليهما السلام.
وقال به الشعبي وكثير من أهل العلم.
ولكنّه واصل الكلام قائلاً: «وكان ذلك في عمرة القضاء ولم يكن فتح مكة بعد، وكانت الأصنام على حالها حول الكعبة» .
فلو كانت الأصنام حول الكعبة أيضاً في الطواف بها قبل السعي، فما الذي خصّ توهّم الجناح في السعي دون الطواف بالكعبة من قبل؟ ! فلعلّه لدفع هذا أضاف:
وقال قوم: سبب ذلك: أن أهل الجاهلية كانوا يطوفون بينهما، فظن المسلمون أن ذلك من أفعال الجاهلية، فأنزل اللّٰه الآية 1.
وقد أورد هذا الطباطبائي في تفسيره «الميزان» عن «فروع الكافي» في حديث حجّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم عن الصادق عليه السلام قال: إن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون، فأنزل اللّٰه: « إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه. .» فبعدما طاف (النبيّ) بالبيت وصلى ركعتيه (قرأ) : « إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه. .» وقال: أبدأ بما بدأ اللّٰه عزوجل 2.
وقد اعتمد الطبرسي في «مجمع البيان» على هذا الخبر ثم قال: ورويت رواية أخرى عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام، فروى الخبر السابق عن «فروع الكافي» و «تفسير العياشي» 3.
وفي «تفسير العياشي» عن الصادق عليه السلام أيضاً قال: كان على الصفا والمروة أصنام، فلماأن حجّ الناس لميدروا كيف يصنعون؟ فأنزلاللّٰه هذه الآية: « إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه. .» فكان المسلمون يسعون والأصنام على حالها 4.