175السيوف يلبّون، حتى انتهى إلى ذي طُوى، ولهم يقطع التلبية حتى بلغ عروش مكة 1ثم دخل من الثنيّة التي تطلع على الحَجون.
وقالت قريش: لا ننظر إليه ولا إلى أصحابه، فخرجوا من مكة إلى رؤوس الجبال 2وقد رفعوا الأصنام حسب شرط الصلح 3.
وروى ابن اسحاق عن ابن عباس: أن جمعاً اصطفّوا له عند دار الندوة لينظروا اليه والى أصحابه - وتحدّثوا في ما بينهم: أنّ محمداً وأصحابه في عسرة وجَهد وشدة! 4فدخل مكة حتى طاف بالبيت.
فروى الكليني في «الكافي» بسنده عن الصادق عليه السلام قال: طاف رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم على ناقته العَضباء، وجعل يستلم الاركان (والحجر) بمحجنه ويُقبّل الِمحجَن 5.
وطاف على راحلته حتى ينظر الناس الى هيئته وشمائله وقال: خذوا عنّي مناسككم. وكان تحته رَحْلٌ رثٌّ، وقطيفة قيمتها أربع دراهم 6.
وكان عبد اللّٰه بن رَواحة آخذاً بخطام راحلة الرسول وهو يقول:
خلّوا بني الكفّار عن سبيله
فنهَره عمر بن الخطّاب قال: يابن رواحة! فردّ عليه رسول اللّٰه قال: يا عمر؛ إني أسمع! .
فلما أتم الشوط السابع نزل فصلى ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم عليه السلام 9.
ثم ركب راحلته فسعى بين الصفا والمروة على راحلته، فلما أتم المشوار السابع عند المروة نحرَ هدْيَه هناك، أو بين المروة والصفا، وقال: هذا المنحَر، وكل فجاج مكة منحر 10ثم حلق رأسه خراش بن أمية عند المروة 11.