131قال: كنت مع ابن عباس ومعاوية، فكان معاوية لا يمر بركن إلّااستلمه، فقال ابن عباس: إن رسول صلى الله عليه و آله و سلم لم يستلم إلّاالحجر الأسود واليماني. فقال معاوية: ليس شيء من البيت مهجوراً.
زاد أحمد من طريق مجاهد. فقال ابن عباس: لقد كان لكم في رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم أسوة حسنة. فقال معاوية: صدقت.
وقد أجاب الإمام الشافعي: بأنا لم ندع استلامهما هجراً للبيت، وكيف يهجره وهو يطوف به؟ ! ولكنا نتبع السنة فعلاً أو تركاً، ولو كان ترك استلامهما هجراً، لكان ترك استلام ما بين الأركان هجراً لها، ولا قائل به، ويؤخذ منه حفظ المراتب، وإعطاء كل ذي حقّ حقه، وتنزيل كل أحد منزلته. انتهىٰ ما ذكره الزرقاني 1.
يظهر من هذا الاختلاف الواقع في استلام الركنين الشاميين، وأمر عدم استلامهما إذن لا يصلح دليلاً لوجود المعارض كما رأيت عند العامة أنفسهم.
كما ظهر من ذلك كلّه أن المذاهب الإسلامية الأربعة تذهب إلىٰ أن الحجر كلّه أو أكثره أو نصفه من البيت (الكعبة) ، ولهذا فيجب إدخالُه في الطواف حتىٰ يتحقق كون الطواف حول البيت، وبالتالي يكون مصداقاً للآية « وليطوفوا بالبيت العتيق» هذا أولاً، ولسيرة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وقد أدخل الحجر بكامله في طوافه، ولقوله خذوا عني مناسككم.
إذن فأدلتهم علىٰ أن الحجر من البيت فهي الرواية التي أستطيع وصفها بأنها الوحيدة في هذا الباب، وهي تروىٰ عن أم المؤمنين عائشة بألفاظ مضطربة ولم أعثر علىٰ مَن ناقش متنها أو سندها، وعندهم صحتها من المسلمات هذا أولاً، ولرواية مرسلة عن ابن عباس ثانياً، وثالثاً لعدم استلام الركنين الشاميين وقد سببت هذهِ الرواية عن عائشة - التي اضطربت في القدر الذي أخرجته قريش