130كان لا يدعُ اليماني إلّاأن يُغلب عليه 1. وأخرجه سعيد بن منصور عن الدراوردي عن هشام، قال: كان إذا بدأ استلم الأركان كلها وإذا ختم. . .
وكذا أخاه عبد اللّٰه كما علقه البخاري ورواه ابن أبي شيبة عن عباد بن عبد اللّٰه بن الزبير أنه رأىٰ أباه يستلم الأركان كلّها وقال: إنه ليس منه شيء مهجوراً.
وقال الإمام القاضي بن رشد القرطبي الأندلسي في بداية المجتهد ونهاية المقتصد:
واختلفوا هل تستلم الأركان كلها أم لا؟ فذهب الجمهور إلىٰ أنه إنما يستلم الركنان فقط لحديث عمر «أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم لم يكن يسلتم إلّاالركنين فقط» واحتج من رأىٰ استلام جميعها بما روىٰ عن جابر، قال: كنا نرىٰ إذا طفنا أن نستلم الأركان كلّها. وكان بعض السلف لا يحب أن يستلم الركنين إلّافي الوتر من الأشواط، انتهىٰ ما ذكره الأندلسي 2. ومرّ قول ابن عمر، إنما ترك صلى الله عليه و آله و سلم استلام الركنين الشاميين؛ لأن البيت لم يتمم علىٰ قواعد إبراهيم. ولهذا قال أبو عبد اللّٰه الأبي: هذا من فقه عبد اللّٰه بن عمر من تعليل العدم بالعدم، علل عدم الاستلام بعدم أنهما من البيت. ولهذا حمل ابن القصار وتبعه ابن التين استلام ابن الزبير لهما، لأنه لما عمر الكعبة أتمه على قواعد إبراهيم، ويؤيده ما ذكره الأزرقي أن ابن الزبير لما فرغ من بنائه وأدخل فيه من الحجر ما أخرج منه وردّ الركنين علىٰ قواعد إبراهيم خرج إلى التنعيم واعتمر وطاف بالبيت واستلم الأركان الأربعة، فلم يزل البيت علىٰ بنائه إذا طاف بالبيت الطائف استلم الأركان جميعها حتىٰ قتل ابن الزبير. وعنده عن ابن إسحاق بلغني أن آدم لما حجّ استلم الأركان كلّها وإنّ إبراهيم وإسماعيل لما فرغا من بناء البيت طافا به سبعاً يستلمان الأركان كلّها والجمهور علىٰ ما دل عليه حديث ابن عمر أنه لا يستلم إلّاالأسود واليماني، وروىٰ استلام الكل عن جابر وأنس والحسن والحسين ومعاوية من الصحابة، وسويد بن غفلة من التابعين، وروىٰ أحمد والترمذي والحاكم عن أبي الطفيل