129رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وهذهِ واحدة من تلك! .
والغريب الذي لا يخلو هو أيضاً من التساؤل، أن هذا الأمر ظل مسكوتاً عنه طيلة أكثر من 60 سنة حتى وصل الأمر إلىٰ عبد اللّٰه بن الزبير فكشف النقاب عن رواية خالته! !
كيف بقي الأمر مسكوتاً عنه طيلة هذه السنين الطوال؟ اللهم إلّاإذا قلنا بأن المسلمين لم يكن له اهتمام بذلك ولم يشكل عندهم مشكلة شرعية بعد طوافهم وراء الحجر، أو لعدم ابتلائهم بإعادة بناء الكعبة وإلّا لاعادوا هذه الأذرع لمكانها. . . تبقىٰ هنا ملاحظة أخيرة أيضاً هي محل للتساؤل والاستغراب وهي: لقد تركت قريش جزءاً قليلاً من قواعد إبراهيم فوضعت عليه جداراً أو حجرتها وهو الذي يسمىٰ بالشاذروان وقالت ليعلم أن هذا من البيت. . فلماذا تركت تحجير 5-7 أذرع تركتها في الحجر دون أن تشير إليها أنها من البيت؟ صحيح أني رأيت في السيرة الحلبية أنها حجرتها. . ولكن لو كان الأمر كذلك لما وقع الخلاف في هذه الأذرع ولما كان أمراً وموضعاً للأخذ والرد. اللهم إلّاأن نقول: إنها اكتفت بتحجير إسماعيل وإن كان أكثر من 5 أو 7 أذرع.
ورواية مرسلة تسند لابن عباس 1فقد أخرج سفيان بن عيينة والطبراني والحاكم وصححه، والبيهقي في سننة عن ابن عباس قال: الحِجر من البيت؛ لأن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم طاف بالبيت وصلىٰ أي ساعة شاء من ليل أو نهار.
أنه قال: الحجر من البيت. واحتمال أن يكون قصده من المسجد الحرام فظلمة البيت تطلق على المسجد بكامله. وإذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال بها. . .
والدليل الآخر الذي عندهم أن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لم يقبل الركنين الشامين لأنهما ليسا من البيت وأيضاً وقع فيه الخلاف. وقد أورد هشام بن عروة بن الزبير وهو أحد رواة رواية عائشة في أن أباه كان إذا طافَ بالبيت يستلمُ الأركان كلّها،