128فهذا مدعاة للاطمئنان وعدم الخوف.
4 - ثم أليس هو الذي أطاح بآلهتهم ولم يخشَ شيئاً، وهو الذي دخل المسجد الحرام وهدم أصنامهم، ولم يترك حتىٰ صور الملائكة والأنبياء وإبراهيم الخليل وهو يستقسم بالأزلام - وكانت محطّ تقديسهم - بعد أن أرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بها - علىٰ مرءىٰ ومسمع من قريش - وبماء من زمزم وبثوب ووضعها وطمسها في الماء، وهو يقول: قاتلهم اللّٰهُ جعلوه يستقسم بالأزلام، ما لإبراهيم والأزلام 1؟ إلىٰ غير ذلك مما فعله في مقدساتهم ومعبوداتهم ولم يخش أحداً. وكانت تلك الأوثان يعبدونها من دون اللّٰه ويدافعون عنها وعن بقائها بالأموال والأنفس وبكلّ ما أوتوا من قوة وسلطان، والقرآن يشهد بدفاعهم من أجل معبوداتهم وآلهتهم التي يزعمون:
« ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون. . .» 2.
«
اجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب» 3. ولم يذكر لنا التأريخ بأنهم عبدوا الكعبة. نعم احترموها قدسوها، تشرفوا بخدمتها، بقيت رمزاً لهم، ينتفعون منها. . لكنها علىٰ كل حال لم تصل إلىٰ درجة العبادة أبداً، فلماذا الخشية إذن؟ .
إنى أقف مما ورد في الرواية هذهِ من التبرير موقف المتسائِل المستغرب!
هذا وأن هذهِ الخشية المدعاة وأمنيته صلى الله عليه و آله و سلم تلك في إعادة البناء. واهتمامه بهذا النقص إلىٰ درجة أخذه بيد عائشة ليدلها علىٰ موضع النقص مما يدل علىٰ اعتنائه به واهتمامه فلماذا لم يرد كلُّ ذلك علىٰ لسان واحد من أهل بيته وزوجاته الأخريات أو الصحابة الذين لم يفارق بعضهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم إلّافي أوقاته الخاصة؟
وقد يرد علىٰ هذا أن أمّ المؤمنين عائشة كثيراً ما تفردت بنقل رويات عن