125ولما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجاج بن يوسف قائده فحارب ابن الزبير حتى غلبه فقتله، ودخل البيت فأخبر عبد الملك بما أحدثه ابن الزبير في الكعبة، فأمره بإرجاعها إلىٰ شكلها الأول، فهدم الحجاج من جانبها الشمالي ستة أذرع وشبراً، وبنىٰ ذلك الجدار علىٰ أساس قريش، . . .
أقول - وبعد ما ذكرت كلّ ما توفرتُ عليه مما قيل عن الحِجر - لابدّ لي من تسجيل بعض الملاحظات حول النقص وبعض مضمون الرواية العامية الرئيسية التي روتها أمُّ المؤمنين عائشة وتفردت بها عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم دون زوجاته الأخريات ودون أهل بيته وأصحابه. والملاحظات هي:
أن النقص أمر اتفقت عليه أغلب المصادر التأريخية التي تيسرت لي، واتفقت كلمتها - أيضاً - علىٰ أنه كان بسبب نفاد النفقة الطيبة لقريش، ولكنها - أي المصادر - اختلفت في قدر هذا النقص بين 5-7 أذرع. كما أن هذا النقص لم يكن أمراً يعلم به الخاصة من زعماء قريش أَو أفراد منها كما يتّضح من كتب التأريخ، بل كان علىٰ مسمع ومرءىٰ من جميع المشاركين في إعادة بناء الكعبة، حيث شارك الجميع ومن كل القبائل العربية في بناء الكعبة والتشرف به، وهو أمر ثابت لا يمكن الاختلاف فيه، وقد تداولت قريش أمر النقص هذا وتدارسته وتشاورت فيه طويلاً فأقرت أخيراً بعجزها أمام نفاد النفقة، وأجمعت أمرها أخيراً علىٰ أن يقصروا عن القواعد ويحجروا ما يقدرون عليه من بناء البيت، وهو ما يسمىٰ بالشاذروان، ويتركوا بقية البيت في الحِجر وبنوا في بطن الكعبة أساساً يبنون عليه من شقّ الحجر، وتركوا من ورائه فناء (بناء) البيت في الحجر وبنوا علىٰ ذلك. وهنا، بعضهم قال: إن قريشاً اكتفت بالحائط الذي بناه إسماعيل فيطوف الناس من ورائه. وبعضهم قال: إن قريشاً حجرت علىٰ هذهِ الأذرع كما حجرت علىٰ بقية ما بقي من القواعد حوالي الكعبة (الشاذروان) لتعلم الناس أن