124لقريش: لا تدخلوا فيه من كسبكم إلّاطيباً ولا تدخلوا فيه مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس.
وعنها: قالت: سألت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم عن الجَدْر أمِنَ البيت هو؟ قال: نعم.
قلت فلم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومكِ قصّرت بهم النفقة. قلتُ: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: فعل ذلك قومُكِ ليُدخلوا من شاءُوا ويمنعوا من شاءُوا، ولولا أنّ قومك حديث عهدُهم في الجاهلية فأخافُ أن تنكر قلوبُهم لنظرتُ أن أُدخل الجَدْرَ في البيت وأن أُلزِقَ بابَه بالأرض. . وفي رواية: لولا أن قومك حديثو عهدٍ بشركٍ لهدَمتُ الكعبة فألزَقتُها بالأرض، وجعلتُ لها بابين باباً شرقياً وباباً غربياً، بابٌ يَدخلون منه وبابٌ يخرجون منه، وزدتُ فيها ستة أذرُع من الحِجر فإن قريشاً اقتصرتها حيث بنت الكعبة.
رواه الشيخان والترمذي.
أما ما ذكره السيد الطباطبائي في تفسير الميزان 1:
ما زالت الكعبة علىٰ بناء إبراهيم. . . . وقبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها. . . وكانت النفقة قد بهظتهم فقصروا بناءَها علىٰ ما هي عليه الآن، وقد بقي بعض ساحته خارج البناء من طرف الحجر حجر إسماعيل لاستصغارهم البناء.
وكان البناء علىٰ هذا الحال حتى تسلط عبد اللّٰه بن الزبير على الحجاز في عهد يزيد بن معاوية فحاربه الحصين قائد يزيد بمكة، وأصاب الكعبة بالمنجنيق فانهدمت واحترقت كسوتها وبعض أخشابها، ثم انكشف عنها لموت يزيد، فرأىٰ ابن الزبير أن يهدم الكعبة ويعيد بناءَها فأتىٰ لها بالجص النقي من اليمين، وبناها به، وأدخل الحجر في البيت، . . . وكان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64 هجرية.