114لرواية نقلها عن خالته أم المؤمنين عائشة، قال: أشهد لسمعتُ عائشة تقول: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: إن قومك استقصروا في بناء البيت، وعجزت بهم النفقة، فتركوا في الحجر منها أذرعاً، ولولا حداثة قومك بالكفر لهدمتُ الكعبة وأعدتُ ما تركوا منها. . فإن بدا لقومك هدمها، فهلمي لأريك ما تركوا في الحجر منها، فأراها قريباً من سبعة أذرع. وقال ابن الزبير وأنا أجد ما أنفق ولستُ أخاف الناس. فلما هدم الكعبة وسوّاها بالأرض، كشف عن أساس إبراهيم فوجدوه داخلاً في الحجر نحواً من ستة أذرع وشبر. . . فدعا ابن الزبير خمسين رجلاً من وجوه الناس وأشرافهم، وفي قول العدول من أهل مكة، وأشهدهم علىٰ ذلك الأساس. . . فقال لهم ابن الزبير: اشهدوا، ثم وضع البناء علىٰ ذلك الأساس. . .
وجعل ميزابها يسكب في الحجر. . . . فلما طاف بالكعبة استلم الأركان الأربعة جميعاً، وقال: إنما كان ترك استلام هٰذين الركنين الشامي والغربي؛ لأن البيت لم يكن تاماً. فلم يزل البيت علىٰ بناء ابن الزبير إذا طاف به الطائف استلم الأركان جميعاً.
ولما قتل الحجاج ابن الزبير ودخل مكة، كتب إلىٰ عبد الملك بن مروان: أن ابن الزبير زاد في البيت ما ليس منه. . ويستأذنه في ردِّ البيت علىٰ ما كان عليه في الجاهلية. فكتب إليه عبد الملك بن مروان. . . واهدم ما كان زاد فيها من الحِجر أو ما زاد فيه من الحِجر فرده إلىٰ بنائه، واكبسها به علىٰ ما كانت عليه.
فهدم الحجاج منها ستة أذرع وشبراً مما يلي الحجر، وبناها علىٰ أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه، وكبسها بما هدم منها. . فكلّ شيء فيها اليوم بناء ابن الزبير إلّاالجدر الذي في الحجر فإنه بناء الحجاج.
وبعد أن أتمَّ الحجاج بناء الكعبة، وفد الحارث بن عبد اللّٰه بن أبي ربيعة المخزومي علىٰ عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الملك: ما أظن أبا خبيب - يعني