113أما الصلاة فيه فقد ورد عن سعيد بن جبير أن عائشة سألت النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يفتح لها الباب ليلاً [ باب الكعبة ] ، فجاء عثمان بن طلحة بالمفتاح إلىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، فقال: يا رسول اللّٰه؛ إنها لم تفتح بليل قط، قال: فلا تفتحها، ثم قال لعائشة: . . . فادخلي الحجر فصلي فيه 1.
في هذه الرواية صحة الصلاة في الكعبة والحجر فرضاً أو نفلاً إلىٰ أي جهة فيها، وعليه الجمهور سلفاً وخلفاً. وقال مالك: يصح فيها النفل المطلق دون الفرض والوتر وركعتي الفجر وركعتي الطواف؛ لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما دخلها صلىٰ ركعتين نافلةً، وقال الظاهرية: لا تصح فيها الصلاة مطلقاً. وعند الشافعية والحنفية استحباب صلاة الطواف في الحجر.
وما عليه الإمامية رواية وفتوى أن الحِجر يعدُّ أفضل موضع أو مكان في المسجد الحرام - بعد مقام إبراهيم - تؤدى فيه الصلاة واجبة كانت أو مستحبة 2.
بناء الحجر وما ورد فيه وما قيل:
لما قررت قريش إعادة بناء الكعبة، وقف ابن وهب بن عمرو بن عائذ - وهو خالُ والد النبيّ، وكان شريفاً ممدوحاً - وقال: يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلّاطيباً، لا يدخل فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس. وقال غيره مثل قوله. . فلما قصرت عندهم الأموال الطيبة والهدايا والنذور، ولأنهم تجنبوا المال الخبيث، تركوا من جانب الحجر بعض البيت، وخلفوا الركنين الشاميين من قواعد إبراهيم عليه السلام. . . فأدخلت في الحِجر أذرعاً من الكعبة المشرّفة، أعادها عبد اللّٰه بن الزبير حينما كان أميراً للحجاز بعد أن هدم الكعبة وبناها سنة 64ه 3، وكانت أعادته لتلك الأذرع استناداً