112
بزلال صارم سيفه
للظى الصلال محمد
الجلوس في الحِجر والدعاء والصلاة فيه
اتخذت قريش من الحجر مكاناً يجلس فيه زعماؤها وأشرافها دون غيرهم. كما أنه مكان لاستجابة الدعاء واستحبابه، والصلاة فيه. قال عطاء:
سمعتُ ابن عباس يقول: سمعتُ أبي يقول: كان عبد المطلب أطولَ الناس قامة، وأحسنَ الناس وجهاً، ما رآه قط شيء إلّاأحبه، وكان له مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره ولا يجلس معه عليه أحد، وكان الندي من قريش حرب بن أمية فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش، فجاء رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وهو غلام يدرج؛ ليجلس على المفرش فجذبوه فبكى، فقال عبد المطلب، وذلك بعد ما حجب بصره: ما لابني يبكي؟ قالوا له: إنه أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه، فقال عبد المطلب: دعوا ابني فإنه يحسّ بشرف، أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغ عربي قط.
وقد جعل منه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم مجلساً له في المسجد. وروي أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان إذا حاذى ميزاب الكعبة وهو في الطواف يقول: «اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» .
وعن عطاء بن أبي رباح قال: من قام تحت مثعب (ميزاب) الكعبة فدعا استجيب له، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه. ومثله عن ابن جريج عن عطاء.
عن ابن عباس قال: صلوا في مصلى الأخيار، واشربوا من شراب الأبرار، فقيل له: ما مصلى الأخيار؟ قال: تحت الميزاب، وقيل ما شراب الأبرار قال: ماء زمزم.
. . . عن أيمن بن نايل، قال: رقدت في الحجر، فركضني سعيد بن جبير، وقال: مثلك يرقد في هذا المكان 1.