158بقي الحجر الأسود منذ أن وضعه إبراهيم عليه السلام في مكانه، يحمل الشكل نفسه والصفات ذاتها، إلّااللون الذي كان أبيضَ ناصعاً فاسودّ كما نقلت ذلك الروايات و. . . .
وجوابنا هو: أنه حتى وإن قلنا: بأنه حجر كباقي الأحجار لا يفوقها بشيء، وتعرضنا لمثل هذهِ الأسئلة، جوابنا أن اللّٰه - تعالى - قد تعبدنا به كما تعبدنا بغيره، وليس لنا - كمسلمين - إلّاالانقياد لذلك؛ لأن الانقياد إلى اللّٰه تعالى، وللذي تعبدنا به هو جوهر الدين وحقيقته، وإن لم نعرف العلة والحكمة من ذلك، ويجب علينا المحافظة على ما تعبدنا اللّٰه - تعالى - به، ورعايته بل وتقديسه.
ثم علينا بعد هذا أن نسكت عما يسكت اللّٰه تعالى ورسوله عنه. ولو توقفت المصلحة على التفاصيل لكان على اللّٰه تبيانها ولو من باب اللطف ومن الحسن أن لا نخوض في أمور لا يزيدنا الخوض فيها إلّاجهلاً وإلّا غموضاً وتعقيداً، وتكون بالتالي ميداناً لأن يُلقي بعضٌ بخرافاته وأوهامه، وبعض يهرف بما لا يعرف. . .
وبالتالي نفقد أشياء كثيرة في خضم هذه الأجواء.
بعد هذا تأتي إلى ذكر بعض ما قالوه في الحجر الأسود:
. . . عن محمد بن علي بن الحسين قال: روي عن النبي صلى الله عليه و آله والأئمة عليهم السلام: . . .
وكان أشدّ بياضاً من اللبن فاسودّ من خطايا بني آدم، ولولا ما مسّه من أرجاس الجاهليّة ما مسّه ذو عاهة إلّابرئ 1.
قال سلمان رحمه الله: ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس له لسان وشفتان، ويشهد لمن وافاه بالموافاة 2.
. . . عن الإمام الرضا عليه السلام: . . . أن اللّٰه لمّا أخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر، فمن ثمن كلّف الناس بتعاهد ذلك الميثاق. . ويقال عنده: أمانتي أدّيتها وميثاقي