148المحجات الأُخرىٰ في جزيرة العرب، وكان معروفاً عند غير العرب أيضاً.
ويرجع أهل الأخبار مبدأ رمي الجمرات إلى «عمرو بن لحي» . وترمى الجمرات علىٰ مكان عرف بموضع الجمار بمنىٰ، تتجمع وتتكوّم عنده الحصىٰ، وهي جمرات ثلاث: الجمرة الأولىٰ، والجمرة الوسطىٰ وجمرة العقبة.
ويرمي المسلمون كلاًّ منها بسبع حصي 1.
ومن الشعائر المتعلقة بمنىٰ نحر الذبائح وهي «العتائر» في الجاهلية، والأضاحي أو الهدْي في الإسلام ولذلك عرف هذا العيد بعيد الأضحىٰ.
وكان الجاهليون يقلّدون «عتائرهم» بقلادة أو بنعلين يعلّقان علىٰ رقبة الحيوان إشعاراً للناس بأنه للذبح.
ولا يحلّ للحجاج في الجاهلية حلق شعرهم أو تقصيره طيلة حجّهم وإلّا بطل حجّهم.
ويلاحظ أنّ غير العرب من «الجزيريين» كانوا يفعلون ذلك في المناسبات الدينية. وكانت القبائل لا تحلق شعرها إلّاعند أصنامها وذلك بعد النحر مباشرة ولا يجوز أن يتمّ قبله. ولا يقتصر ذلك على الحجّ إلى مكة، بل يمتد إلى بقية الآلهة فكان الأوس يحلقون شعرهم عند مناة، وكانت «قضاعة» و «لخم» و «جذام» تقصّ شعرها عند «الأُقيصر» . ويجوز للحجاج مغادرة «منىٰ» في اليوم العاشر من ذي الحجة، أي في اليوم الأول من العيد، ففي هذا اليوم يكمل الحجاج حجهم، ولكن فيهم من يبقىٰ في هذا المكان حتى اليوم الثالث عشر وذلك ابتهاجاً بأيام العيد 2.
والجدير بالذكر أنّ الإسلام خطا بالضمير الإنساني شوطاً بعيداً في جميع هذه المناسك والعبادات.
فالمسلم لا يحج إلى الكعبة ليعزّز فيها سلطان الكهّان أو ليقدّم إليهم القرابين والاتاوات، وإنّما هي فريضة «عبادية - سياسية» للأُمة وفي مصلحة