147وكان الجاهليون من غير قريش يفيضون في «عرفة» عند غروب الشمس وفي «المزدلفة» عند شروقها.
ولم يكن «الحَمس» يحضرون «عرفة» وإنّما كانوا يقفون «بالمزدلفة» ، وقد بدّلَ الإسلام ذلك وأخضع الجميع للوقوف ب «عرفة» . قال تعالى: « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا اللّٰه إنّ اللّٰهغفوررحيم» 1، يعنيمن «عرفة» .
و «عرفة» موضع علىٰ مسافة غير بعيدة عن «مكة» .
ولابدّ من أنه كان من المواضع التي قدّسها الجاهليون، وربما كان له ارتباط بصنم من الأصنام.
ويقف الحجاج المسلمون موقف «عرفة» من الظهر إلى وقت الغروب.
وقد يكون وقوف الجاهليين في «عرفة» وقت الغروب له علاقة بعبادة الشمس، فإذا غربت الشمس اتّجه الناس إلى «المزدلفة» وهي علىٰ منتصف الطريق بين «عرفة» و «منىٰ» .
وفيها يبيت الحجاج ليلة العاشر من ذي الحجة، وقد وصفت في القرآن الكريم بالمشعر الحرام. وكانت الافاضة منها عند شروق الشمس إلى «منىٰ» .
ومن المحتمل أنّ «المزدلفة» كانت من مواضع الجاهلية المقدّسة التي لها صلة بالأصنام 2.
وذُكر جبل ب «المزدلفة» اسمه «قُزَح» ، وهناك صنم يقال له: «قُزَح» وقد تكون له صلة بهذا الموضع. ويذكر أنه كانت علىٰ قُزَح اسطوانة من حجارة مدوّرة محيطها (24) ذراعاً وارتفاعها (12) ذراعاً كانت توقد عليها النيران منذ زمن قصيّ ليلة الجمعة.
وعند طلوع شمس اليوم العاشر من ذي الحجة كان الحجاج في الجاهلية يفيضون من «المزدلفة» إلى منىٰ لرمي الجمرات ولنحر العتائر 3، وإفاضة الجاهليين عند طلوع الشمس له دلالة علىٰ عبادة الشمس عندهم 4.
ورمي الجمرات بمنىٰ من مناسك الحج، وهو من شعائر الحج المعروفة في