48
المؤمنات يُبايعنك علىٰ أن لا يشركن باللّٰه شيئاً. . .» 1، فإنّ النبيَّ صلى الله عليه و آله أمر بإحضار إناءٍ فيه ماء، ووضع يده المباركة فيه، ثمّ أخرجها من الماء وقال:
مَنْ أرادت منكنّ أن تبايعني، فلتضع يدها في الماء، وتبايعني علىٰ ما في هذه الآية. ومن هنا فإنّ مبايعة رسول اللّٰه تمت عن طريق وضع اليد في شيء وضع هو يده فيه. ومسألة استلام «الحجر الأسود» من هذا القبيل أيضاً.
فالهدف إذن، أن نبايع بطل التوحيد ونبيّنا الأكرم صلى الله عليه و آله علىٰ صيانة التوحيد. لذا يقول الإمام الصادق عليه السلام:
وقل عند استلامك الحجر:
«أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدتُه لِتَشْهَد لي بالمؤافاة» 2.
يقول ابن عباس: «واستلامه اليوم (أي الحجر) بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله» 3.
وبناءً علىٰ ذلك فإنّ الهدف من تقبيل الحجر واستلامه، تجسيدٌ لميثاق قلبي مركزه روح الإنسان. وحقيقة الأمر، فإنّ زائري بيت اللّٰه بعملهم هذا، يجسّدون ذلك الميثاق القلبي علىٰ هيئة أمرٍ ملموس ومحسوس.
وفي الكثير من بلدان العالم، يقدّس الجنود أعلام بلدانهم، ويقفون أمامها بإجلال وإكبار مجددين العهد باليمين. ومن المسلم به، أن العَلَم بضعة أمتار من القماش ليس إلّا. إلّاأنّه يمثل رمز استقلال البلد، وعنوان إرادته الوطنية والشعبية. وفي هذه الحالة، فإنّ الجندي بدلاً من مصافحة أيدي الناس أو القادة وغمزها، فإنّه يشير إلى العلم ويؤدي اليمين والعهد. وستقرأ في الجزء الآخر من الجواب، بأن الهدف من بعض مراسم الحج، هو تجسيدُ نوعٍ من الحقائق، التي جسّدت نفسها عن طريق أعمال الحج.
3 - ما الهدف من السعي بين الصفا والمروة؟
إنّ حجاج بيت اللّٰه، ومن خلال السعي بين الصفا والمروة، يجسّدون