47يمكن أداء الفريضة.
إنّ نبي الإسلام والمسلمين جميعاً، ظنّوا يصلّون لفترة من الزمن متّجهين في صلاتهم تلك نحو «المسجد الأقصىٰ» إلّاأنّه وبعد سبعة عشر شهراً من تاريخ الهجرة، جاء الأمر بأن يتّجه المسلمون نحو المسجد الحرام والكعبة حيثما كانوا، لأسبابٍ وعللٍ ذكرت في محلّها قال اللّٰه - عزّ وجلّ -:
«. . . فولّوا وجوهكم شطره. . .» 1.
لقد ذكّر الإمام الصادق عليه السلام هذا المعترض المادي في عصره بواحدةٍ من أسرار التوجه نحو الكعبة حال الصّلاة وقال: «وهذا البيت استعبد اللّٰه به خلقه؛ ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثّهم علىٰ تعظيمه وزيارته، وجعله محلَّ أنبيائه، وقبلة للمصلّين إليه. فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدي إلى غفرانه» .
2 - لماذا نستلم الحجر الأسود باليد؟
يستفاد من الأحاديث الإسلامية، أن بناء الكعبة كان موجوداً، قبل عصر سيّدنا إبراهيم عليه السلام، وأن جداره تهدم علىٰ أثر طوفان نوح عليه السلام. وبعد أن أُمِرَ النبيّ إبراهيم بإعادة بناء الكعبة، وَضَعَ «الحجر الأسود» وهو جزءٌ من جبل «أبو قبيس» ، وضعه بأمر اللّٰه تعالى في جدارها. والآن يطرح هذا السؤال:
لماذا نستلم هذا الحجر بأيدينا؟ وما هو الهدف من هذا العمل؟
وجواب ذلك: أنّ استلام الحجر ووضع اليد عليه، يعدّ نوعاً من العهد والبيعة مع سيدنا إبراهيم؛ لمحاربة مظاهر الشرك وعبادة الأوثان بأنواعها كافة، أسوةً ببطل التوحيد، وأن لا ننحرف عن الحنيفية، ولا نخرج عن جادة التوحيد في مظاهر الحياة كافة.
وتتم البيعة مع الفرد أحياناً، بمصافحة يده وغمزها، أو بمسك طرف الثوب، وأحياناً أُخرىٰ تتم بشكل أو بآخر. ونقرأ في التاريخ عندما نزلت الآية المباركة «يا أيّها النبيّ إذا جاءك