49حالة السيدة هاجر أمّ إسماعيل عليه السلام.
وبشهادة التأريخ، فإنّها - ومن دون أن تيأس من رحمة اللّٰه تعالى - سعت في تلك الصحراء العارية من الزرع والماء، سبع مرّات بين ذنيك الجبلين بحثاً عن الماء، وفي نهاية المطاف شملها لطف اللّٰه تعالى، ونالت مقصودها، وبعد أن فار الماء تحت أقدام إسماعيل عليه السلام نجت هي وابنها من العطش.
ويستفاد من بعض الأحاديث، بأنّ الشيطان قد تجسّد لسيّدنا إبراهيم عليه السلام في هذا المكان، وأخذ يعقّبه في سعيه، ليبعده عن حرم بيت اللّٰه.
وبأدائنا لهذا العمل، إنّما نجسّد ذلك العمل المعنوي 1.
وبذبح القرابين في صحراء منى، فإنّنا نحيي ذكرىٰ فداء سيّدنا إبراهيم عليه السلام الذي ضحّىٰ بكلّ شيء في سبيل اللّٰه حتى ولده.
4 - ما الهدف من رمي الجمرات؟
إنّ حجاج بيت اللّٰه الحرام يرجمون في أيام العاشر والحادي عشر والثاني عشر، أعمدة معيّنة في أرض منى (قرب مكّة) بالحجر. وبهذا العمل فإنّهم يرمون في الظاهر نقطة معيّنة بالحجر، إلّاأنّهم يرجمون الشيطان في باطنهم.
والأحاديث الإسلامية بيّنت ماهية هذا العمل بقولها: إنّ الشيطان قد تجسّد لسيدنا إبراهيم عليه السلام في الأماكن الثلاثة هذه، ورجمهُ إبراهيم بالحجر ليظهر تنفّره منه. وبقي عمل إبراهيم هذا سنّةً إلهية في أعمال الحج.
إنّ حجاج بيت التوحيد، وإظهاراً لنفرتهم من الشيطان والشياطين، يرجمون تلك النقطة بالحجر تعبيراً عن إبراهيميتهم. وبهذا الشكل فإنّهم يعبرون عن غضبهم من كلّ موجود شرير خبيث ونجس. وإن النفرة من النجاسة وهي أمر معنوي وقلبي، يعبرون عنها بهذه الطريقة بشكل ملموس ومحسوس.
واليوم فإنّ الشعوب المستضعفة،