39فيها تحريف لطريقة الإحرام، وانحياز بشكل غير مباشر لتأييد رأي الخليفة الثاني بشأن «التمتع» ، وهذا الانحياز تجلّىٰ في آل الزبير بمن فيهم ابن أخت عائشة عروة بن الزبير 1.
3 - عبد اللّٰه بن عمر بن الخطاب. كان يوم حجة الوداع شاباً، عمره بضع وعشرون سنة، وكان بدلالة رواياته حاضراً في تلك الحجة. استند في رواياته مراراً إلىٰ مشاهداته في حجة الوداع، لكن موقفه من «حجّ التمتع» الذي منعه والده خلال فترة خلافته، غير واضح. بعض الروايات تحكي معارضته، ومقاومته الشديدة لرأي والده 2، غير أنّ إصرار خلفاء بني أمية علىٰ اتباعه في مناسك الحجّ 3، تدلّ علىٰ أنه انتهج في هذه المسألة السياسة العامة نفسها للحكم الأموي، القائمة علىٰ أساس الدفاع عن رأي الخليفة في هذه المسألة، التي اتّخذت منذ زمن عثمان طابعاً سياسياً.
4 - جابر بن عبد اللّٰه الأنصاري، أحد أصحاب الرسول الأوفياء، وبعد الرسول استمرّ وفاؤه لعليّ وأهل بيته حتى نهاية عمره الطويل. وتوفّي سنة 78 للهجرة.
جابر في حجة الوداع كان أيضاً شاباً ينيف على العشرين، وتابع كلّ شيء بدقّة رؤيةً وسماعاً، واحتفظَ به في ذاكرته، ونَقَله.
عدد رواياته في الحج، مع أنها أقل من عدد روايات الثلاثة الآخرين، انفردت - كما ذكرنا وسنفصّل الحديث في ذلك - برواية حجة الوداع من أولها إلىٰ آخرها، وإن نقل الرواة بعد ذلك فقرات من ذلك الحديث بطرق مختلفة، وأحياناً بالطريق نفسه، كما رووا عن جابر ما لم يرد في ذلك الحديث المفصّل أحياناً أخرى.
جابر نقل بصراحة «حجّ التمتع» عن الرسول، ونقل المنع الذي صدر عن