38آنذاك من العمر ما يقارب ثلاثة عشر عاماً. ومع أنّ القسم الأعظم من رواياته في هذا المجال تعتمد علىٰ مشاهداته ومسموعاته مباشرةً - كما صرّح بذلك، هو - فمن المؤكد أنّ القسم الآخر سمعه عن الآخرين، وذكر أسماءهم أحياناً من أمثال:
الفضل 1وعبد اللّٰه 2، شقيقيه الأكبرين، وأبي طلحة 3، وأحياناً رجع الى أفراد من أمثال أبي أيوب الأنصاري 4للسؤال عن الحج، ورجع أيضاً إلى الحصين بن عوف 5، وعمر 6.
توصلتُ من خلال دراستي لروايات ابن عباس أن أكثر رواياته التي رواها عن رسول اللّٰه في الموضوعات المختلفة وصلته عن طريق الآخرين، وابن عباس وسائر الصحابة لم يذكروا أسماء مَنْ رووا عنهم بسبب الثقة المتبادلة السائدة بين المسلمين آنذاك. وإلّا فإن سنّ ابن عباس لم يقتض أن يسمع ويدوّن هذا العدد من الروايات مباشرةً عن الرسول، وابن عباس صرّح بنفسه أنه استفاد من معلومات أكثر الصحابة.
إبن عباس مثل عليّ وجابر، وبعض الصحابة الآخرين، قاوم بشدّة رأي الخليفة الثاني بشأن منع حجّ التمتع الذي أقرّه الرسول الأكرم في حجّة الوداع.
وهذا الموقف ظاهرٌ في رواياته 7.
2 - عائشة زوج الرسول، وابنة الخليفة الأول أبي بكر، صحبت الرسول في هذا السفر، وروت حادثة حيضها في بداية السفر، وما قرّره الرسول لها من حكم، وكيفية عمرتها مع أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر من «التنعيم» (محلّ خارج مكة) بأمر الرسول صلى الله عليه و آله، وقصة الأضاحي التي قدّمها الرسول عن أزواجه، وحوادث أخرى عن هذه السفرة 8. رواياتها حول كيفية إحرام الرسول والمسلمين في حجّة الوداع المرتبطة بمسألة عمرة التمتع الخلافية، فيها اختلاف حيّرت المحدّثين 9. يبدو أنّ هذه الروايات المنسوبة إلىٰ أمّ المؤمنين