176هي دار خديجة، فإنّه لم يزل بها صلى الله عليه و آله حتّىٰ هاجر فأخذها عقيل. وفي كلام بعضهم لما فتح النبي صلى الله عليه و آله مكة ضرب مخيمة بالحجون فقيل له: ألا تنزل منزلك من الشعب؟ فقال: وهل ترك لنا عقيل منزلاً. . . وهي أي تلك الدار التي ولد بها صلى الله عليه و آله عند الصفا قد بنتها زبيدة زوجة الرشيد أمّ الأمين مسجداً لما حجت. وفي كلام ابن دحية أن الخيزران أمّ هارون الرشيد لما حجت أخرجت تلك الدار من دار ابن يوسف وجعلتها مسجداً. ويجوز أن تكون زبيدة جددت ذلك المسجد، الذي بنته الخيزران فنسب لكل منهما. وأن الخيزران بنت دار الأرقم مسجداً وهي عند الصفا أيضاً. ولعلّ الأمر التبس علىٰ بعض الرواة؛ لأن كلا منهما عند الصفا.
وقيل ولد صلى الله عليه و آله في شعب بني هاشم.
ثم الحلبي يقول: قد يقال لا مخالفة لأنّه يجوز أن تكون تلك الدار من شعب بني هاشم، ثم رأيت التصريح بذلك، ولا ينافيه ما تقدم في الكلام على الحمل من أن شعب أبي طالب، وهو من جملة بني هاشم كان عند الحجون لانه يجوز أن يكون أبو طالب انفرد عنهم بذلك الشعب واللّٰه أعلم 1. انتهى.
يتّضح من هذه الرواية التاريخية أن «شعب أبي طالب» لم يكن في منطقة الحجون، بل قرب المسجد الحرام وإلى جانب جبل الصفا وفي مكان فيه دار محمد بن يوسف. . . ولا يوجد هنالك دليل يثبت هذا الاحتمال بأن شعب أبي طالب كان في منطقة الحجون، وربما يفهم من كلمة «واللّٰه أعلم» التي أوردها الحلبي أنه لم يكن متأكداً من صحة ما نقله.
وذكر المسعودي (م 345 ه) :
وكان مولده عليه الصلوة والسلام لثمان خلون من ربيع الأول من هذه السنة بمكة، في دار ابن يوسف، ثم بعد ذلك بنتها الخيزران أمّ الهادي والرشيد مسجداً 2.