175وقال تقي الدين الفاسي المكي (م 832 ه) :
ولد صلى الله عليه و آله بمكة في الدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف. ويقال: بالشعب. ويقال بالردْم 1. ويقال: بعسفان، قلت: قال السهيلي:
ولد بالشعب. وقيل: بالدار التي عند الصفا. وكانت بعد: لمحمد بن يوسف أخي الحجاج. ثم بنتها زبيدة مسجداً حين حجت. انتهى. والدار التي عند الصفا: هي دار الخيزران، ودار ابن يوسف بسوق الليل، وهي الموضع المعروف بمولده عليه الصلوة والسلام. وهذا الذي قاله السهيلي في ولادته بالدار التي عند باب الصفا غريب واللّٰه أعلم. انتهى 2.
وجاء في السيرة الحلبية ما يلي:
وكان مولده صلى الله عليه و آله بمكة في الدّار التي صارت تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج. . . وكانت قبل ذلك لعقيل بن أبي طالب، ولم تزل بيد أولاده بعد وفاته، إلى أن باعوها لمحمد بن يوسف أخي الحجاج بمائة ألف دينار، قاله الفاكهي. . .
فأدخلها في داره وسماها البيضاء أي لأنها بنيت بالجصّ، ثم طليت به فكانت كلها بيضاء، وصارت تعرف بدار ابن يوسف. لكن سيأتي في فتح مكة أنه قيل له صلى الله عليه و آله:
يا رسول اللّٰه تنزل في الدور؟ قال: هل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟ فان هذا السياق يدل علىٰ أن عقيلاً باع تلك الدار فلم يبق بيده ولا بيد أولاده بعده، إلّاأن يقال المراد باع ما عدا هذه الدار التي هي مولده صلى الله عليه و آله. . . وأن عقيلاً باع دار رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله التي هي دار خديجة أي التي يقال لها مولد فاطمة، وهي الآن مسجد يصلى فيه بناه معاوية أيام خلافته، قيل وهو أفضل موضع بمكة بعد المسجد الحرام أي واشتهر بمولد فاطمة، لشرفها والّا فهو مولد بقية اخواتها من خديجة ولعل معاوية اشترى تلك الدار ممن اشتراها من عقيل، ويدل لما قلناه قول بعضهم لم يتعرّض صلى الله عليه و آله عند فتح مكة لتلك الدار، الّتي أبقاها في يد عقيل أي التي