174اللهبي، وفيها كان يسكُن الفضلُ بن العباس 1.
قال الكليني البغدادي (م 329 ه) قدس سره في ذكر مولد النبي صلى الله عليه و آله:
ولد النبي صلى الله عليه و آله لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزّوال، وروى أيضاً عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة، وحملت به أُمّه في أيّام التشريق عند الجمرة الوسطى 2وكانت في منزل عبد اللّٰه بن عبد المطلب، وولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف 3في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل الدار، وقد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيّرته مسجداً، يصلّي الناس فيه 4.
وذكر أيضاً في مكان آخر من أنّه: وماتت خديجة عليها السلام حين خرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من الشِّعب.
وجاء في اتحاف الورى بأخبار أمّ القرى:
وكان الحَمْلُ برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في شِعب أبي طالب في ليلة الجمعة من شهر رجب، وقيل في أيّام التشريق 5.
وذكر السيد الأمين في أعيان الشيعة:
ولد صلى الله عليه و آله بمكة يوم الجمعة أو يوم الاثنين. . . وكانت ولادته في الدار المعروفة بدار ابن يوسف، وهو محمد بن يوسف أخو الحجاج، وكان صلى الله عليه و آله وهبها لعقيل بن أبي طالب، فلمّا توفى عقيل باعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج، فلمّا بنى داره المعروفة بدار ابن يوسف أدخل ذلك البيت في الدار، ثم أخذته الخيزران أمّ الرشيد فأخرجته وجعلته مسجداً يصلى فيه وهو معروف إلىٰ الآن، يزار ويصلى فيه ويتبرك به. ولما أخذ الوهابيون مكة في عصرنا هذا هدموه، ومنعوا من زيارته علىٰ عادتهم في المنع من التبرك بآثار الأنبياء والصالحين، وجعلوه مربطاً للدواب 6.