173أخاه محمد بن يوسف فاشتراها بمائة درهم، فدفعها الحجاجُ إليه، وأمر أخاه محمداً أن يبنيها، فبناها وكلاءُ محمد، فقال الناس: الدار لمحمد بن يوسف، فلما ولي الوليد بن عبد الملك 1استعملَ خالدَ بن يوسف بن محمد بن يوسف علىٰ مكة، فادّعى أنها لأبيه، فخاصمه الحجاج بن عبد الملك بن الحجاج بن يوسف، فنظروا في الدواوين فوجدوا النفقةَ والثمَنَ من الحجاج، وكان الحجاج قد جعل الدارَ الخارجةَ وقفاً علىٰ وَلَدِ الحكم بن أبي عقيل، والوُسْطى علىٰ ولد محمد بن يوسف، والداخلةَ عَلى وَلَدِ الحجّاج. وذكر بعض أهل مكة أن محمد بن يوسف كان أودع عطاء بن أبي رباح المالَ الذي بناها به ثلاثين ألف دينار، فلمّا أراد وكلاؤه قبضَها، دعا النّاسَ ليشهدوا علىٰ قبضها منه، فقال سفيان بن عيينة: قال عمرو بن دينار: فكنت فيمن دُعي ليَشْهد، فكانت رؤيتُها أحبَّ اِلَىَّ مِنْ دِرْهَمَين.
ثم صارت هذه الدّارُ بعد ذلك لولد عبد الملك بن صالح. ثم صارت اليوم لأبي سهل محمد بن أحمد بن سهل.
الشاعر يذكر دار ابن يوسف هذه: وموعِدُها دارُ ابن يوسفَ غُدْوةً كذا الْخَوخَةُ القُصْوى المُغَلَّقُ بابُها
ويقال: اِنّ النبي صلى الله عليه و آله وهب حقّه من هذه الدار، والشِّعْبَ لعقيل بن أبي طالب، وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله سَخيّاً حَليماً سَمْحاً كريماً 2.
وقال الفاكهي في موضع آخر:
وفي دار ابن يوسف بئرٌ جاهليةٌ، حفرها عقيلُ ابن أبي طالب فلم تزل هذه الدار حتّىٰ باعها ولدُه من محمد بن يوسف، وفي هذه الدار 3البيتُ الذي وُلِد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقد اتُّخِذَ مصلًّى يُصَلّى فيه، والذي يليه حق العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه حتّىٰ دار خالصة مولاة الخَيْزَران، ثم حق المقوّم بن عبد المطلب، وهي دارُ طلوب مولاة زبيدة، ثم حق أبي لهب بن عبد المطلب وهي دار أبي يزيد