172
الدّار التي ولد فيها النبي صلى الله عليه و آله:
معرفة الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و آله والديار التي كان يسكنها بنو هاشم في مكة؛ يساعدنا علىٰ أن نعرف شعب أبي طالب.
قال الأزرقي:
مولد النبي صلى الله عليه و آله أي البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و آله وهو في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النبي صلى الله عليه و آله وفيه وفي غيره يقول رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله عام حجة الوداع حين قيل له: أين ننزل يا رسول اللّٰه؟ وهل ترك لنا عقيل من ظل؟ فلم يزل بيده وبيد ولده حتّىٰ باعه ولده من محمد بن يوسف، فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء، وتعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتّى حجّت الخيزران أمُّ الخليفتين موسى وهارون فجعلته مسجداً يصلى فيه، وأخرجته من الدار وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدّار يقال له: زقاق المولد 1، وهذا الشعب يُعرف اليوم بشعب بني هاشم وشعب علي، ويتّصل بالسّوق المسمّىٰ بسوق الليل 2.
وذكر الفاكهي (م 272، 279 ه. ق) :
ودار ابن يوسف لأبي طالب، والحق الذي يليه بعضُ دارِ ابن يوسف من مولد النبي صلى الله عليه و آله وهو الشعب الذي حاصرت فيه قُرَيشٌ بني هاشم، ورسول اللّٰه مَعَهُم في الشِّعب 3.
ثم أشار محقّق هذا الكتاب في هامشه بانّ هذا الشعب يعرف اليوم ب «شِعْب علي» 4.
ثم قال الفاكهي بشأن دار أبي يوسف ما يلي:
وقال بعضُ الناس: إنّ دارَ ابن يوسفَ كانت لعبدِ المطلب، فأمر الحجاجُ