115- رضي اللّٰه عنهم - ومن غيرهم، ونهبت المدينة، واُفتضَّ فيها ألف عذراء، فإنّا للّٰه وإنا إليه راجعون! قال صلى الله عليه و آله: من أخاف أهل المدينة أخافه اللّٰه، وعليه لعنةُ اللّٰه والملائكة والناس أجمعين. رواه مسلم.
وكان سبب خلع أهل المدينة له أنّ يزيد أسرف في المعاصي. وأخرج الواقدي من طرقٍ: أنّ عبد اللّٰه بن حنظلة بن الغسيل قال: واللّٰه ما خرجنا علىٰ يزيد حتىٰ خِفنا أن يُرمى بالحجارة من السماء! إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة» 1.
هذا هو يزيد الذي يسميه البعض أمير المؤمنين. . . ! وهذه هي أعماله قتلٌ وانتهاك لأعراض الناس، وفسق وفجور واستهتار بالقيم، وخمرٌ وفساد. وأما قتله للحسين فتلك مصيبة أبكت حتّى الحجر والسماء. . . فمما جاء في المصدر نفسه ما نصّه:
«ولمّا قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة، والكواكب يضرب بعضها بعضاً، وكان قتله يوم عاشوراء، وكسفت الشمس ذلك اليوم، واحمرّت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله، ثم لا زالت الحمرة تُرىٰ فيها بعد ذلك ولم تكن تُرىٰ فيها قبله» 2.
فهل بعد هذا يبقىٰ شك لذي عينين من فسوق يزيد وفجوره وكفره؟ وقد أضاف السيوطي إلى حديثه ما هو أعجب وأغرب وأنكىٰ للقلب فقال:
«وقيل إنه لم يُقلب حجر بيتِ المقدس يومئذٍ إلّاوجد تحته دمٌ عبيطٌ، وصار الوَرْسُ الذي في عسكرهم رماداً، ونحروا ناقةً في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل النيران، وطبخوها فصارت مثل العلقم، وتكلم رجلٌ في الحسين بكلمة فرماه اللّٰه بكوكبين من السماء فطمس بصره» 3.
«وأخرج الترمذي عن سلمىٰ قال: دخلت علىٰ أمّ سلمة - وهي تبكي -