114«وفي سنة 63 و 64 من الهجرة تعرّضت المدينتان المقدّستان، والحرمان الشريفان، وبيت اللّٰه، وحرم رسوله لكارثة غاية في البشاعة والنكر، فقد أرسل يزيد بن معاوية جيشاً من أهل الشام إلى المدينة مهاجر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وأمر يزيد قائد جنده مسلم بن عقبة المرّي أن يذيق أهل المدينة، وأهل مكة كلّ ضروب الشرِّ الذي لا شرَّ مثله. ولم يكتفِ يزيد بقتل سيدنا الحسين وآل بيت محمد صلى الله عليه و آله حتّىٰ ثنّىٰ ببلد رسول اللّٰه فأباحها لجند الشام ثلاثة أيام يفعلون من المنكر ما لا يجوز فعله ببلاد الكفر، وقتل جندُ الشام من الصحابة والتابعين وأولادهم وأطفالهم ونساءهم آلافاً مؤلّفة، وبلغ من كفر المرّي قائد جند يزيد أن سمّى المدينة «نتنة» نكايةً بمن سماها «طيبة» وما سمّاها طيبة غير نبي الهدىٰ، وأجبر أهل المدينة بالسيف علىٰ أن يبايعوا علىٰ أنهم عبيد ليزيد، فإن لم يبايعوا قتلهم، ورسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول: من أخاف المدينة أخافه اللّٰه.
ويقول - عليه الصلاة والسلام -: من أراد أهلَ المدينة بسوء أذابه اللّٰه كما يذوب الملح في الماء.
ولمّا انتهى المري من الشر الذي صبّه على المدينة وأهلها اتّجه مع جيش الشام إلى مكة، وفي الطريق هلك المري اللعين فتولّى القيادة الحصين بن نمير وكلّهم مثل بعضٍ في الكفر والفسوق» 1.
2 - ومما جاء في كتاب «تاريخ الخلفاء» للحافظ جلال الدين السيوطي المتوفىٰ سنة 911 هجرية في الحديث عن يزيد، وما فعل بالكعبة ما نصّه:
«وفي سنة ثلاث وستين، بلغه أنّ أهل المدينة خرجو عليه وخلعوه، فأرسل إليهم جيشاً كثيفاً، وأمرهم بقتالهم، ثم المسير إلى مكة لقتال ابن الزبير فجاءوا، وكانت وقعة الحرّة علىٰ باب طيبة، وما أدراك ما وقعة الحرّة؟ ذكرها الحسن مرّةً فقال: واللّٰه ما كاد ينجو منهم أحد، قُتل فيها خلقٌ كثير من الصحابة