116فقلتُ: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما لكَ يا رسول اللّٰه؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفاً.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: رأيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بنصف النهار أشعث أغبر، وبيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول اللّٰه ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فأُحصي ذلك اليوم فوجدوه قُتل يومئذٍ» 1.
أفسد أمر الناس اِثنان:
قال الحسن البصري: «أفسد أمر الناس اثنان: عمرو بن العاص يوم أشار علىٰ معاوية برفع المصاحف فحُملت، ونال من القراء، فحكم الخوارج، فلا يزال هذا التحكيم إلى يوم القيامة.
والمغيرة بن شعبة، فإنه كان عامل معاوية على الكوفة فكتب إليه معاوية:
إذا قرأت كتابي، فأقبل معزولاً، فأبطأ عنه، فلما ورد عليه قال: ما أبطأ بك؟ قال:
أمرٌ كنت أوطّؤه وأهيؤه. قال: وما هو؟ قال: البيعة ليزيد من بعدك! قال: أوَ قد فعلت؟ قال: نعم. قال: ارجع إلى عملك. فلما خرج قال له أصحابه: ما وراءك؟ قال: وضعتُ رجلَ معاوية في غرز غيٍّ لا يزال فيه إلى يوم القيامة. قال الحسن:
فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم، ولولا ذلك لكانت شورىٰ إلى يوم القيامة» 2.
والحقّ أقول: إنَّ مَنْ يأتي إلى دفَّةِ الحكم بهذا الشكل مثل يزيد الفاسق الفاجر. . . صاحب الطرب واللهو والفجور، وصاحب الكلاب والقرود والفهود والمنادمة على الشراب لا يهمُّه أن يرمي الكعبة بالمجانيق وقد فعل. . . .
3 - أما ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ، فقال: