61
المنزل الثالث: السعي والعمل:
قد جعل اللّٰه - تعالى - (السعي) و (العمل) من منازل رحمته للدنيا والآخرة.
يقول تعالى: «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنُحيينّه حياة طيبة. . .» 1.
ويقول تعالى: «فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين» 2.
فمن عمل صالحاً آتاه اللّٰه حياةً طيبةً، وأفلحه.
فإذا كان الإنسان يبتغي دنيا أو آخرة فعليه أن يسعى اليها ويعمل لها.
وقد كان علي عليه السلام يقول: « لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل» 3.
ولا يبلغ الإنسان منازل المؤمنين في الجنة إلّا بالعمل.
« ومَن يعمل مِن الصالحات مِن ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يَدخلون الجنّة. . .» 4.
ومهما كان العمل قليلاً فانّ اللّٰه - تعالى - يحصيه ويثيبه عليه «فمَن يعمل مثقالَ ذرّةٍ خيراً يره» 5.
« يومَ تجدُ كلُّ نفسٍ ما عمِلت مِن خيرٍ محضراً. . .» 6.
فالعمل إذن، أحد أعظم منازل الرحمة، ولا ينال الإنسان كثيراً من الخير والرحمة والتوفيق والرزق إلّا بالعمل .
ولا يبلغ الإنسان ما يطلبه من الخير بالتمني والترجي. وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام انّه كان يقول: « أبلغ شيعتنا، أنه لا ينال ما عند اللّٰه إلّا بالعمل» .
وهذه ثالث منازل رحمة اللّٰه - تعالى -.
المنازل الثلاثة للرحمة، في قصة إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام:
وفي قصة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام نلتقي مشهداً فريداً أو نادراً من نوعه، في اجتماع المنازل الثلاثة للرحمة في