178لكم آية في فئتين التقتا، فئة تقاتل في سبيل اللّٰه وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين، واللّٰهُ يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار» 1.
ويقول تعالى: «وإذ يُريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي اللّٰه أمراً كان مفعولاً، وإلى اللّٰه ترجع الأمور» 2.
ويقول تعالى: «إذ يُغشّيكم النعاس أمنةً منه ويُنزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويُذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويُثبت به الأقدام» 3.
ويقول تعالى: «إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم أني ممدّكم بألف من الملائكة مردفين» 4.
هذا السيل من الآيات يبين لنا وبوضوح كيف أن اللّٰه تبارك وتعالى قد تولى المعركة. وهذا ناتج من أن المسلمين قد حددوا هدفهم بنصرة دين اللّٰه. يقول تعالى: «إن تنصروا اللّٰه ينصركم ويثبت أقدامكم» وهذه سنة ثابتة أزلية من سنن النصر، لا تتغير ولا تتبدل.
كما أن الدعاء هو من السنن الثانية لتأييد اللّٰه عزّ وجلّ، يقول تعالى: «قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم» 5. لذا رأينا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم يجأر في الدعاء قبل وأثناء المعركة: « اللهم إنّي أسألك عهدك ووعدك؛ اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم» 6.
إذن الغاية من القتال هي التأكيد على العبودية للّٰهتبارك وتعالى.
الشأن الذي خلق اللّٰه الخلق من أجله:
« وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» .
المشركون موعودون بجهنم والمؤمنون موعودون بالجنة أو النصر.
لمن الغلبة إذن؟
والقرآن، القرآن الذي وعاه المسلمون، مسلمو بدر. كان يعدهم بالنصر لأنهم مستضعفون. قال النبيُّ في دعائه: « اللهم إنهم حفاة فاجملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم» .
انهم مؤمنون: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين» 7، «إن اللّٰه يدافع عن الذين آمنوا» 8.
وانتصر المسلمون في بدر لالتزامهم بالسنن الإلهية للنصر: العزم والتوكل. الأخذ بالأسباب والدعاء.
ز - الأنفال: بعد هذا الانتصار الباهر غنم المسلمون الكثير من الغنائم. واختلفوا فيما بينهم لمن تكون.
كل يريدها له. فكيف السبيل إلى حلّ هذا الإشكال؟ نعود إلى نقطة البدء.
لقد قاتل المسلمون لإعلاء كلمة اللّٰه